جزيرة العرب هي مهد الإسلام، وهي منبت الدولة الواسعة التي أنشأها خلفاء مُحمد، ويتألف القسم الأكبر من جزيرة العرب من صحارٍ، ويحيط بها البحر الأحمر من الغرب، وبحرُ عُمان والخليج الفارسيُّ من الشرق، والمحيطُ الهنديُّ من الجنوب، وتتصل من أقصى غربها وشرقها بإفريقية وآسية.
ويحيط بجزيرة العرب من ثلاث جهات، أي من الغرب والشرق والجنوب، ثلاثة أبحر كما ذكرنا، وأما حدُّها الشماليُّ فغير واضح، وهو يمتد تقريباً باتجاه الخط الذي يبدأ من مدينة غزة الفلسطينية الواقعة على ساحل البحر المتوسط ماراً بجنوب البحر الميت فدمشق فالفرات، وينتهي بخليج فارس، ويبلغ طول جزيرة العرب من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها نحو ٢٣ درجة أو ٢٥٠٠ كيلو متر، ويبلغ عرضها من البحر الأحمر إلى الخليج الفارسي نحو ألف كيلو متر.
وتزيد مساحة جزيرة العرب على ٣٠٠٠٠٠٠ كيلو متر مربع، أي على مساحة تعدل فرنسة ستَّ مرات.
وليس لدينا إحصاء قاطع لنفوس جزيرة العرب في الوقت الحاضر، وقد قُدَّرت منذ بضع سنين بعشرة ملايين، ولم تَزِد على خمسة ملايين في أحدث المؤلفات، وخُمس هؤلاء السكان أهل بدوٍ على الأقلَّ.
ونحن إذا نظرنا إلى سطح جزيرة العرب رأينا مؤلفاً من هضبة تُشبه الصحراء الإفريقية في اتساعها وسهولها القاحلة الرملية، أو الصخرية، التي تتخللها بقاعٌ منبتةٌ، وتنحدر هذه الهضبة إلى الخليج الفارسيَّ.