جميع العرب الذين ذكرناهم آنفاً من الأحياء الذين يصلحون أن نتمثل بهم أجدادهم مع ما طرأ عليهم من التغير، وغير ذلك أمر عرب إسبانية الذين بادوا ولم يتركوا من الذراري من نتنور بهم أجدادهم، ونحن مع جهلنا حقيقة مثالهم نراه كان مختلفاً عن مثال العرب السابقين الذين فتحوا إسبانية، فقد تغير المثال العربي الأصلي بتوالده هو والموالي من النصارى وبربر إفريقية الذين أغاروا على إسبانية، ونتج عن هذا التوالد الذي دام ثمانية قرون عرقٌ جديد يختلف مثاله عن مثال الغزاة الفاتحين اختلافاً محسوساً كما تشهد بذلك السنن الأنثروبولوجية التي بيناها في بدء هذا الفصل، وتشهد آثار حضارة العرب في إسبانية بسمو ذكاء هذا العرق الجديد المولد، ويدل تاريخهم على علو فروسيته وبسالته، ويثبت صراعه الأهلي الذي كان علة زواله اتصافه بسجايا العرب الأصلية،