للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فنون الاجتهاد بنصيب يعلم به ذلك الفن علمًا يستغني به عن الحاجة إليه، أو يهتدي به إلى المكان الذي فيه ذلك البحث على وجه يفهم به ما يقف عليه منه، فيشرع بتعلم علم النحو حتى تثبت له فيه ملكة يقتدر بها على معرفة أحوال أواخر الكلم إعرابًا وبناءً. وأقل ما يحصل له ذلك بحفظ مختصر من المختصرات المشتملة على مهمات مسائل النحو والمتضمنة لتقرير مباحثه على الوجه المعتبر، كالكافية لابن الحاجب، وقراءة شرح من شروحها المختصرة، وأحسنها بالنسبة إلى الشروح المختصرة شرح الجامي (١). فإنه ينتفع به الطالب انتفاعًا لا يجده في غيره من مختصرات الشروح. ثم يحفظ مختصرًا في الصرف كالشافية لابن الحاجب، وقراءة شرح من شروحها المختصرة، وأحسنها شرح الجاربردي (٢). ثم يشتغل بحفظ مختصر من مختصرات علم المعاني والبيان كالتلخيص للقزويني، وقراءة شرح من شروحه المختصرة كشرح السعد المختصر.

ثم يشتغل بحفظ مختصر من مختصرات الأصول وقراءة شرح من شروحه. وأنفع ما ينتفع به الطالب الغاية للحسين بن القاسم وشرحها له. فإنهما، مع المبالغة في الاختصار، قد اشتملا على ما حوته غالب المطولات الكبار.

ثم يشتغل بقراءة تفسير من التفاسير المختصرة كتفسير القاضي البيضاوي (٣) مع مراجعة ما يمكنه مراجعته من التفاسير. ثم يشتغل بسماع ما لا بد من سماعه من كتب الحديث، وهي الست الأمهات فإن عجز عن ذلك اشتغل بسماع ما هو مشتمل على ما فيها من المتون كجامع الأصول، ثم لا


(١) هو نور الدين عبد الرحمن الجامي المتوفى سنة ٨٩٨ (الحبشي).
(٢) هو أحمد بن الحسن الجاربردي المتوفى سنة ٧٤٦. (الحبشي).
(٣) هو عبد الله بن عمر البيضاوي المتوفى سنة ٧٨٥ وتفسيره يسمى (أنوار التنزيل وأسرار التأويل. (الحبشي).

<<  <   >  >>