للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم الذين يلونهم) (١). فإنهم كانوا يسألون أهل العلم منهم عن حكم ما يعرض لهم مما يحتاجون إليه في معاشهم ومعادهم، فيروون لهم في ذلك ما جاء عن الله تعالى أو عن رسوله ، فيعملون بروايتهم لا برأيهم، من دون تقليد ولا التزام رأي، كما يعرف ذلك من يعرفه.

وقد أوضحت هذا إيضاحًا كثيرًا في كتابي الذي سميته (القول المفيد في حكم التقليد) (٢) فليرجع إليه.

[[الطبقة الرابعة من حملة العلم]]

وأما الطبقة الرابعة الذين يقصدون الوصول إلى علم من العلوم أو علمين أو أكثر لغرض من الأغراض الدينية أو الدنيوية من دون تصور الوصول إلى علم الشرع، كما يفعله من يريد أن يكون مدركًا لصناعة من الصناعات التي لها تعلق بالعلم، وذلك كمن يريد أن يكون شاعرًا ومنشئًا أو حاسبًا فإنه ينبغي له أن يتعلم ما يتوصل به إلى ذلك المطلب.

فمن أراد أن يكون شاعرًا تعلم من علم النحو والمعاني، والبيان ما يفهم به مقاصد أهل هذه العلوم. ويستكثر من الاطلاع على علم البديع والإحاطة بأنواعه، والبحث عن نكته وأسراره، وعلم العروض والقوافي، ويمارس أشعار العرب ويحفظ ما يمكنه حفظه منها. ثم أشعار أهل الطبقة الأولى من أهل الإسلام كجرير [ت ١١٠ هـ] والفرزدق [ت ١١٠ هـ] وطبقتهما. ثم أشعار مثل بشار بن برد [ت ١٦٧ هـ] وأبي نواس


(١) أخرجه البخاري ومسلم: اللؤلؤ والمرجان ٣/ ١٨٠ - ١٨١ (١٦٤٦ - ١٦٤٧)؛ الترمذي (٢٣٠٢ - ٢٣٠٣)؛ ابن ماجه ٢٣٦٢.
(٢) هذا الكتاب من كتب المصنف طبع في مصر سنة ١٣٤٠ هجرية بإشراف الشيخ محمد المنيري. (الحبشي).

<<  <   >  >>