للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكتاب والسنة وتعذر عليهم فهمهما واستنباط الأحكام منهما، وأصبحت القراءة فيهما على سبيل التعبد والتبرُّك فقط (ص ١٣٣ - ١٣٤).

رابعًا: دعوة الشوكاني لإعادة النظر في القواعد الأصولية:

وقد دعم المؤلف حلوله ومقترحاته بالدعوة إلى إعادة النظر في المناهج والقواعد الأصولية (أصول الفقه) باعتبارها الأداة أو المنهج الرئيسي للاجتهاد واستنباط الأحكام الشرعية، وقد أشرنا فيما سبق إلى بداية نشأة وتطور هذه المناهج وأنها قد استمرت في النمو والتطور خلال العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، لتلائم وتستوعب المتغيرات والمستجدات الناجمة عن تطور حياة المسليمن وتنوع بيئاتهم ومشكلاتهم .. وكان من المفروض أن يستمر نموها واتساعها لتواكب أي تغيير إلا أنها تجمدت مع توقف حركة الاجتهاد، وأصبحت بالتالي غير قادرة على مسايرة تطورات الحياة فكان لزامًا إذا ما أريد فتح باب الاجتهاد من جديد أن يعاد النظر في تلك المناهج من جديد، وهو ما حاول الشوكاني فعله، فإنه لم يكتف فقط بالدعوة للاجتهاد وإنما سعى كذلك، لإصلاح قواعد ومناهج الاجتهاد نفسها أو على الأقل حاول أن يخطو، الخطوات الأولى في هذا السبيل:

فقد شكّك الشوكاني، أو أنكر حجية بعض القواعد الأصولية، كالإجماع والقياس والاستحسان، (ص ٢٤٦ - ٢٥٢)، واعتبارها قيدًا على حرية الاجتهاد أو وسيلة للتعمية لا الاكتشاف. وأنكر كذلك إسراف الفقهاء في استخدام "المجاز" لأنه أصبح - من وجهة نظره - عند المقلدين والمتعصبين للمذاهب من الوسائل التي يقومون عن طريقها برد أدلة الكتاب


= تحقيق محمد سعيد العريان، القاهرة: المجلس الأعلى للشئون الإسلامية (١٩٦٣) ص ٢٣٦ - ٢٣٧).
(١) انظر كذلك: القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد ص ٢٨ - ٣٠.

<<  <   >  >>