للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن أقوال الشوكاني (عن اقتران التقليد بالتعصب ومخاطرهما) أن: "الاعتقاد لمذهب نشأ عليه الإنسان وأدرك عليه أهل بلدته يوقع في التعصب، والمتعصب وإن كان بصره صحيحًا فبصيرته عمياء. وأذنه عن سماع الحق صماء فهو يحسب أن ما نشأ عليه هو الحق غفلة منه وجهلًا بما أوجبه الله عليه من النظر الصحيح .. وما أقل المنصفين بعد ظهور هذه المذاهب .. فإنه صار بها باب الحق مرتجًا وطريق الإنصاف مستوعرة" (١).

واستشهد على تأثير التقليد السلبي على العقل وإلغاء دوره بمقولة ابن الجوزي الشهيرة "بأن في التقليد إبطال منفعة العقل" (٢).

وعن منافاة التقليد للعلم، وأثره في الحيلولة بين المتعلم والاستفادة من مصادر العلم والمعرفة يقول: "إن مجرد التقليد ليس من العلم الذي ينبغي عَدَّ صاحبه من جملة أهل العلم، لأن كل مقلد يقر على نفسه بأنه لا يعقل حجج الله ولا يفهم ما شرعه لعباده. ." (ص ١٢٠)، و "إذا سكنت نفوس المقلدين للتقليد سكونًا ما، وقبلته قبولًا كليًا لم تبق فيهم بقية لفهم شيء من العلوم" (ص ١٢١).

ويصف المقلد بأنه "عامي الفهم سيء الإدراك عظيم البلادة غليظ الطبع" (ص ٢٢٨) ولا يتردد في وصفه أيضًا، بأنه: "حماري الفهم بهيمي الطبع" (ص ١٣٥).

- أما العامل أو السبب الرئيسي الثاني: فيتمثل في تقاعس النخبة =


= المقبلي، العلم الشامخ، القاهرة: دار الحديث (ط ٢/ ١٩٨٥) ص ١٢٩؛ معتز سيد عبد الله، الاتجاهات التعصبية، الكويت: (سلسلة عالم المعرفة رقم ١٣٧ ص ٧٧ وما بعدها.
(١) فتح القدير ٢/ ٢٤٣.
(٢) القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد ص ٢٧.

<<  <   >  >>