بقرية ساندي من أعمال خير آباد يوم الجمعة لعشر خلون من شوال سنة خمس وستين ومائة وألف،
وسافر مع أبيه إلى فرخ آباد في صغر سنه، واشتغل بالعلم على من بها من العلماء، ثم دخل قنوج
ولازم دروس الشيخ عبد الباسط بن رستم علي القنوجي وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية، وسافر إلى
الحجاز سنة تسع وثمانين فحج وزار، وأخذ القراءة والحديث عن الشيخ أحمد بن محمد سعيد صقر
ووالده محمد سعيد والشيخ عبد الملك الحنفي مفتي مكة المباركة والشيخ إبراهيم الشافعي الزبيري،
ورجع إلى الهند سنة ست وتسعين، وبنى مدرسة عظيمة بفرخ آباد سنة أربع وعشرين ومائتين
وألف وسماها فخر المرابع ودرس وأفاد، أخذ عنه خلق كثير.
له مصنفات عديدة منها شرح ورد التقرب وحزب التوسل إلى سيد الأنبياء والرسل ومنها نظم
الجواهر ونضد الفرائد تفسير القرآن الكريم في ثلاثة مجلدات بالفارسي ومنها تاريخ فرخ آباد في
مجلد بالفارسي ومنها المطر الثجاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج.
مات يوم الإثنين بخمس خلون من رجب سنة تسع وأربعين ومائتين وألف.
مولانا ولي الله اللكهنوي
الشيخ الفاضل العلامة ولي الله بن حبيب الله بن محب الله الأنصاري اللكهنوي أحد الأساتذة
المشهورين، ولد ونشأ بلكهنؤ، وقرأ العلم على عمه ملا مبين، ولازم دروسه مدة، ثم اشتغل بمطالعة
أسفار القدماء ومقالات العلماء، وبذل جهده في التدريس، حتى انتهت إليه الرئاسة العلمية بمدينة
لكهنؤ وانتفع به خلق كثير.
ومن مصنفاته معدن الجواهر تفسير القرآن الكريم ونفائس الملكوت شرح مسلم الثبوت في أصول
الفقه، وحاشية على هداية الفقه وحاشية على العروة الوثقى للعلامة كمال الدين في الكلام، وحاشية
على شرح هداية الحكمة للشيرازي في الحكمة، وله تكملة شرح السلم لملا حسن وشرح بسيط على
غاية العلوم ومعارج الفهوم وعلى تذكرة الميزان وله تكملة شرح السلم لجده عبد الحق، وله ثلاث
حواش على مير زاهد رسالة وحاشية على مير زاهد ملا جلال وحاشية على مير زاهد شرح
المواقف وله رسالة في مبحث التشكيك وله كشف الأسرار في خصائص سيد الأبرار ومرآة المؤمنين
وتنبيه الغافلين في مناقب آل سيد المرسلين وآداب السلاطين وعمدة الوسائل والأغصان الأربعة وله
غير ذلك من الرسائل.
مات في عاشر صفر سنة سبعين ومائتين وألف وله ثمان وثمانون سنة.
مولانا ولي الله السورتي
الشيخ العالم الكبير ولي الله بن غلام محمد السورتي الكجراتي ثم البرهانبوري أحد الأفاضل
المشهورين، ولد ونشأ بكجرات واستقدمه أبوه إلى برهانبور حين ولي التدريس بها، فقرأ عليه الكتب
الدرسية في سبع سنوات، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، فحج وزار، وأخذ الحديث عن الشيخ أبي
الحسن السندي، ورجع إلى الهند بعد وفاة والده سنة تسع وأربعين ومائة وألف، فسكن بمدينة سورت
ودرس وأفاد بها مدة حياته، أخذ عنه خلق كثير.
له كتاب التنبيهات النبوية في سلوك الطريقة المصطفوية جمع فيه أبواب الزهد والآداب وما يتعلق
بذلك، لخصه من المشكاة للخطيب والشفاء للقاضي عياض والمواهب اللدنية للقسطلاني وغيرها،
أوله: الحمد لله رب العالمين أكمل الحمد على كل حال، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان الأشملان
على سيد المرسلين كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون، إلخ.
مات لإحدى عشرة خلون من جمادي الأولى سنة سبع ومائتين وألف، كما في الحديقة الأحمدية.
مولانا ولي الله البدايوني
الشيخ الفاضل ولي الله الحنفي البدايوني أحد الأفاضل المشهورين، قرأ العلم على مولانا باب الله
الجونبوري، ودرس وأفاد مدة طويلة ببدايون، أخذ عنه