جلال الدين الحسين بن أحمد الحسيني
البخاري الأجي، وقرأ عليه متفق النظم والشفاء في حقوق المصطفى للقاضي عياض،
وروى الحديث عنه وصنف في أخباره وأحاديثه كتاباً جامعاً مفيداً يسمى بخزانة الفوائد
الجلالية وللكتاب نسخة في مكتبة حبي في الله ربي، السيد نور الحسن بن صديق حسن
القنوجي بمدينة لكهنؤ.
الشيخ أحمد بن أبي أحمد المانكبوري
السيد الشريف أحمد بن أبي أحمد الحسيني المانكبوري المشهور بجهان شاه، ولد في سنة
تسع وثمانين وسبعمائة بمدينة مانكبور ورحل إلى أرض السند فلقي بها الشيخ صدر الدين
البخاري الأجي فصحبه وأخذ عنه الطريقة ثم سافر للحج والزيارة، فدخل كجرات وتزوج
بها وأقام خمسة أشهر، ثم رحل إلى الحرمين الشريفين فأقام بهما اثنتي عشرة سنة وسعد
بالحج في كل سنة، ثم رجع إلى الهند وسكن بنهرواله، ولم يزل بها حتى توفي إلى رحمة الله
سبحانه في تاسع ذي الحجة سنة تسع وتسعين وثمانمائة، فأرخ بموته بعض أصحابه من قوله
وارث إمام علي تستخرج من وارث إمام سنة ولادته ومن لفظ علي مدة عمره ومن كليهما
سنة وفاته، كما في مرآة أحمدي.
الشيخ شهاب الدين أحمد الكهتوي
الشيخ الصالح الفقيه الزاهد شهاب الدين أحمد بن عبد الله الكهتوي السركهيجي، أحد
المشايخ المشهورين في أرض الهند، ولد بكهتو، قرية من أعمال ناكور في سنة سبع وثلاثين
وسبعمائة، وتربى في حجر الشيخ إسحاق المغربي وتفنن في الفضائل عليه ثم لبس الخرقة
منه ولازمه إلى وفاته ثم سافر إلى الحرمين الشريفين من طريق البحر فحج وزار ورجع إلى
تهتهه، ثم سافر إلى بخارا ورجع إلى الهند، فلما وصل إلى كجرات سنة اثنتين وثمانمائة
وكان مظفر شاه صاحب كجرات يعرفه لأنه كان بدهلي أميراً من أمراء فيروز شاه ملك
الهند فكلفه الإقامة لديه، فسكن بقرية سركهيج وحصل له الوجاهة والقبول عند الملوك
والأمراء، وبايعه أحمد شاه الكجراتي، ومصر مدينة كبيرة على ثلاثة أميال من سر كهيج
وسماها أحمد آباد.
له ملفوظات تسمى بتحفة المجالس جمعها محمود بن سعيد الايرجي، فيها أنه لما وصل إلى
سمرقند دخل في مسجد على عادته فرأى عالماً يدرس وطلبة العلم حوله يقرؤن عليه،
وكان أحمد عليه ثياب رثة وعلى رأسه قلنسوة بغير عمامة، فجلس في صف النعال، وكان
أحد منهم يقرأ عليه الحسامي ويخطئ في الإعراب وشيخهم يسمع ولا يصلح الخطأ فدخل
أحمد فيه، فلما علم الشيخ ذلك قربه إليه وتلطف به وسأله عن أشياء من علم الأصول
فأجابه بما يشفي العليل ويروي الغليل فقال الشيخ: إنك مع هذا العلم الغزير كيف تلبس
ثياباً بالية وقلنسوة عارية؟ فقال أحمد: إن العلم مفخرة فإن كنت لابساً مع ذلك العلم
لباساً فاخراً فسدت النفس وساءت أخلاقها، انتهى.
وله رسالة صنفها للسلطان أحمد شاه الكجراتي شرحها أبو حامد إسماعيل ابن إبراهيم
ونقل عنه عبد الله محمد بن عمر الآصفي الكجراتي في تاريخ كجرات في مولد الشيخ
ووفاته وعمره ما صورته أنه قدس سره ولد بكهتو من أعمال ناكور في سنة سبع وثلاثين
وسبعمائة، وتوفي في يوم الخميس قبل الزوال في الرابع عشر من شوال من سنة تسع وأربعين
وثمانمائة بدار مسكنه سركهيج، ونظم الشارح أبياتاً في رثائه مطلعها:
إن حزناً لنا أتم ببال نحن كالطين وهو مثل جبال
وبيت تاريخها:
طاء وميم على ثمان مئات كان دال ياء من الشوال
وبيت ضابط عمره:
عمره دلنا على أنه قطب مات يوم الخميس قبل الزوال
قال الآصفي: ورثاه بعض الشعراء في مجلس السلطان محمد بن أحمد ببيتين يعزيه وضمن
الدعاء له ضابط وفاته وأجاد وهما: