الظفر آبادي وجاهد
معه في سبيل الله وسكن بظفر آباد.
وكانت وفاته في سنة عشرين وثمانمائة، فأرخ لموته بعض أصحابه من قوله ركن دين افتاد
كما في تجلى نور.
المفتي ركن الدين الناكوري
الشيخ العالم الكبير العلامة ركن الدين بن حسام الدين الحنفي الناكوري أحد الفقهاء
المبرزين في الفقه والأصول، كان مفتياً بمدينة نهرواله من بلاد كجرات، له الفتاوي الحمادية في
مجلد ضخم صنفه بأمر القاضي حماد الدين بن محمد أكرم الكجراتي وأخذ المسائل الفقهية
في كتابه عن أربعة ومائتين من كتب الفقه والأصول والحديث والتفسير، أوله الحمد لله الذي
نور قلوب العارفين بنور التوحيد والايمان الخ.
القاضي رضي الدين الردولوي
الشيخ الفاضل الكبير القاضي رضي الدين بن نصير الدين بن نظام الدين الحنفي الردولوي
كان سبط العلامة القاضي شهاب الدين أحمد بن عمر الزاولي الدولة آبادي ولد ونشأ
بجونبور، وقرأ العلم على جده لأمه الشهاب المذكور ولازمه مدة من الزمان حتى برع في
العلم وفاق أقرانه في الفقه والأصول والكلام والعربية، ولاه إبراهيم الشرقي القضاء بمدينة
ردولي فسكن بها وكان يدرس ويفيد، كما في أنوار الصفي.
حرف الزاي المعجمة
السلطان زين العابدين الكشميري
الملك العادل الكريم زين العابدين بن الإسكندر بن قطب الدين الكشميري السلطان
الصالح قام بالملك بعد أخيه وكان اسمه شاهي خان فلقب نفسه بزين العابدين في نحو سنة
ست وعشرين وثمانمائة واستوزر أخاه محمد خان وفتح بلاد تبت وسخر أهلها واستقل
بالملك وافتتح أمره بالعدل والسخاء وإطلاق الأسارى وأعاد الوثنيين الذين أخرجوا من
ديارهم في العهد السالف وأذن أن يدينوا بدينهم ويخطوا على جباههم كجري عادتهم
ويحرقوا نساءهم مع بعولهن الموتى، وأبطل الجزية عنهم ومنع المسلمين عن ذبح البقر تأليفاً
لقلوب الوثنيين وحط الجبايات والمكوس وأجاز للكفار الذين أكرهوا على الاسلام في عهد
والده أن يرتدوا عن الاسلام، ونهى التجار أن يخفوا متاعهم في دورهم وأمر أن يبيعوها
بالمنافع القليلة وأن لا يغبنوا في المبيع.
وكان إذا افتتح بلدة قسم المغانم على عساكره وأخذ الخراج من رعايا تلك البلدة وأدب
المتمردين ورحم الضعفاء والمساكين، وقد جمع الله سبحانه فيه من خصال الخير ما لم يجمع
في غيره، منها أنه لم ينظر إلى أجنبية بنظر الشهوة قط، ولم ينظر إلى مال غيره بنية الخيانة
قط، ومنها أنه كان يعفو ويسامح كثيراً من الناس وقلما يؤاخذهم في العقوبات وإذا وجبت
العقوبة على أحد يأمر بجلائه عن بلاده بحيلة حيث أن المنفى لا يظن أنه أخذ في العقوبة،
ومنها أنه لم يزل يشتغل بتعمير الولاية وتكثير الزراعة وحفر الأنهار وغرس الأشجار وسد
الثغور وبناء الجسور حتى إنه لم يبق في بلاده أرض بلا ماء ولا قطعة منها بلا كلأ، ومنها أنه
كان يكرم أرباب الفضل والكمال حتى اجتمع لديه خلق كثير من العلماء مسلمين ووثنيين
فنقلوا كتباً كثيرة من العربية والفارسية إلى الهندية ومن الهندية إلى العربية والفارسية في
كثير من الفنون، ومنها أنه كان راغباً عن حطام الدنيا فلم يدخر مالاً ولم يكنز ذهباً ولا
فضة.
وبالجملة فإنه جمع فيه من حسن الخلق والتواضع وكرم السجايا ومعرفة حقائق القضايا
والفطنة بدقائق الأمور والاطلاع على أحوال الجمهور وجودة التدبير والخبرة ومحبة أهل
الفضائل وكراهة أرباب الرذائل والميل إلى معالي الأمور ما لا يمكن وصفه، وكانت وفاته في
آخر سنة سبع وسبعين وثمانمائة، وله تسع وستون سنة وكانت مدة ملكه اثنتين وخمسين
سنة، كما في تاريخ فرشته.
الشيخ زين الدين العربي
الشيخ الفاضل زين الدين بن بدر الدين الصوفي العربي أحد العلماء المبرزين في الفقه
والتصوف والفنون الأدبية، أخذ الطريقة عن الشيخ شرف الدين أحمد بن يحيى المنيري
وتأدب عليه ولازمه مدة حياته، وله راحة