للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فنون ومنها مشرق السعدين ومنها مجمع البحرين ومنها ثمر الفؤاد وسمر البعاد ومنها ثمرة الحياة

وذخيرة الممات ومنها محاسن الأخبار ومجالس الأخيار في سبع مجلدات ومنها طيف الخيال في

مناظرة العلم والمال وله غير ذلك من المصنفات.

وقد ذكر قصته في مجالس الأخيار مع بعض أصحابه ببلدة أورنك آباد قال: سرنا مع بعض

الأصحاب من أولي الألباب منهم الأخ الأغر النجيب شمس الدين محمد القزويني الطبيب متفكهين

متضاحكين إلى بستان هي خيرة الجنان المشهورة بمقبرة إسلام خان في بلدة أورنك آباد من البلاد

الهندية، لا أضحت أرضها مخضرة ندية، فبينما تتنزه إذ بدر من بعض مطالعها غلام كأنه البدر

ومليح أسمر كأنه ليلة القدر فتتبع صاحبنا المذكور أثره كي يتزود من طلعته وينظره فلم يدرك

الشمس القمر فغاب ولم يذق من عين وجهه مشربة فآب وقد امتلأ من الخجل، فعند ذلك ساقني العجل

إلى إنشاد أكرم بنظامه وما أوقع المقال في مقامه فقلت:

كنا نسير وشمس الدين صاحبنا كالطل يتبع بدراً قد بدى وسرى

فغاب عنه ولم يدرك فقلت له الشمس لا ينبغي أن تدرك القمرا

فتضاحك الحضار واستظرفوه مدى التسيار، انتهى.

الحكيم محمد مهدي الأردستاني

الشيخ الفاضل محمد مهدي الأردستاني حكيم الملك كان من العلماء المبرزين في الصناعة، ولد ونشأ

بأرض إيران وقرأ العلم بها ثم قدم الهند وتقرب إلى عالمكير فجعل منصبه ألفاً لنفسه ثم لقبه بحكيم

الملك سنة ثلاث وسبعين وألف، وصار منصبه في آخر عمره أربعة آلاف، كما في مآثر الأمراء

وفي مآثر عالمكيري: أن محمد أعظم بن عالمكير لما ابتلى بأمراض صعبة سنة أربع ومائة وألف

عالجه حكيم الملك فبرىء محمد أعظم من تلك الأمراض فأعطاه عالمكير أربعة آلاف منصباً رفيعاً

سنة خمس ومائة وألف، انتهى.

الشيخ محمد ناصر الإله آبادي

الشيخ الفاضل محمد ناصر بن محمد يحيى بن أمين العباسي الإله آبادي، كان من فحول العلماء، ولد

بمدينة إله آباد سنة اثنتين وعشرين ومائة وألف وقرأ العلم على صنوه الكبير محمد طاهر بن محمد

يحيى العباسي وعلى والده وخاله كمال الدين بن محمد أفضل الإله آبادي وأدرك في صباه جده محمد

أفضل فبايعه ولذلك سمى نفسه على سنة شعراء الفرس الأفضلي نسبة إلى جده المذكور، وكان

شاعراً مجيد الشعر، له ثلاثة دواوين ضخام في الشعر، ومن مصنفاته منتخب الأعمال والجواهر

النفيسة في أشغال القوم والأفكار العشرة وتذكرة الخلفاء وتفسير آيات الأحكام ورسالة في إثبات

مذهب الحق وأنوار الحقائق وتنبيه الأعزة بما كان لي عند الشيخ من العزة.

توفي يوم الأربعاء لتسع بقين من جمادى الأولى سنة ثلاث وستين ومائة وألف بمدينة إله آباد، كما

في ذيل الوفيات.

خواجه محمد ناصر الدهلوي

الشيخ الفقيه محمد ناصر الحسيني الدهلوي أحد المشايخ النقشبندية، يرجع نسبه إلى الشيخ بهاء

الدين محمد نقشبند البخاري بعشر وسائط وإلى الإمام الحسن العسكري بأربع وعشرين واسطة، ولد

ونشأ بدار الملك دهلي واشتغل بالعلم من صغره ونال حظاً منه ثم أخذ الطريقة عن الشيخ سعد الله

الدهلوي ثم عن الشيخ زبير بن أبي العلاء السرهندي ولازمهما زماناً حتى فتح الله سبحانه عليه

أبواب العلم والمعرفة وجعله من العلماء الراسخين وأفاض عليه الطريقة الجديدة بواسطة الإمام حسن

بن علي سبط الأكبر رضي الله عنه فسماها الطريقة المحمدية الخالصة لخلوصها عن الرسوم

المتعارفة في المشايخ ومصطلحاتهم ومخترعاتهم، قال ولده خواجه مير في علم الكتاب: إن والدي

اعتزل عن الناس مرة في حجرته فلم يخرج إليهم سبعة أيام ولم يتكلم ولم يطعم شيئاً فظهر عليه

روحانية السبط الأكبر الإمام حسن بن علي عليه وعلى أبيه وجده السلام فألقى عليه النسبة الجديدة

ولم يرض عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>