عبد الأعلى بن عبد العلي اللكهنوي، وإني سمعت من عبد الباقي
ابن علي محمد اللكهنوي أن الشيخ نظام الدين لما وفد على محمد باقر كان يقرأ حينئذ شرح الكافية
للجامي فأشار إليه محمد باقر أن يقرأ على بعض المحصلين عنده فافترق عنه.
وبالجملة فإنه قرأ فاتحة الفراغ وله خمس وعشرون سنة، ثم تصدى للدرس والإفادة فتكاثر عليه
الطلبة وخضع له العلماء وطارت مصنفاته في حياته إلى الأمصار والبلاد، وتلقى نظام درسه في
مدارس العلماء بالقبول وانتهت إليه رئاسة التدريس في أكثر بلاد الهند.
كان مع تبحره في العلوم وسعة نظره على أقاويل القدماء عارفاً كبيراً زاهداً مجاهداً شديد التعبد
عميم الأخلاق حسن التواضع كثير المؤاساة بالناس، وكان لا يتقيد بتكبير العمامة وتطويل الأكمام
والطيلسان، أخذ الطريقة القادرية عن الشيخ عبد الرزاق بن عبد الرحيم الحسيني البانسوي، بايعه
وله أربعون سنة، كما في رسالة قطبية للشيخ عبد الأعلى المذكور.
قال السيد غلام علي بن نوح الحسيني البلكرامي في سبحة المرجان: أنا دخلت لكهنؤ في التاسع
عشر من ذي الحجة الحرام سنة ثمان وأربعين ومائة وألف واجتمعت بالملا نظام الدين فوجدته على
طريقة السلف الصالحين وكان يلمع على جبينه نور التقديس، انتهى.
ومن مصنفاته شرحان على مسلم الثبوت للقاضي محب الله الأطول والطويل وشرح له على منار
الأصول وشرح على تحرير الأصول لابن الهمام وشرح على المبارزية وحاشية على شرح هداية
الحكمة للشيرازي وحاشية على الشمس البازغة للجونبوري وحاشية على شرح العضدية للدواني
وحاشية على الحاشية القديمة له، وله مناقب رزاقية كتاب بالفارسي في أخبار شيخه عبد الرزاق،
وأما شرحه الأطول على مسلم الثبوت فإنه فقد منذ مدة طويلة.
وأما تلامذته فإنهم كثيرون، أجلهم السيد كمال الدين العظيم آبادي والسيد ظريف العظيم آبادي
والعلامة كمال الدين الفتحبوري والشيخ غلام محمد البرهانبوري ومولانا حقاني اللنلوي والشيخ عبد
الله الأميثهوي والشيخ أحمد بن غلام نقشبند اللكهنؤي وحمد الله بن شكر الله السنديلوي والشيخ عبد
الرشيد الجونبوري المدفون بلكهنؤ والشيخ وجيه الدين الدهلوي ومولانا غلام محمد الشمس آبادي
ومولانا غلام فريد المحمد آبادي ومولانا محمد المالكي التلمساني والسيد شاكر الله السندولوي والشيخ
محمد حسن بن غلام مصطفى وصنوه محمد ولي بن الشيخ أحمد عبد الحق بن محمد سعيد ولده ملك
العلماء عبد العلي محمد وخلق كثير.
توفي يوم الأربعاء لثمان خلون من جمادى الأولى سنة إحدى وستين ومائة وألف في مرض حصاة
المثانة وقد جاوز سبعين سنة، فقال بعضهم مؤرخاً لوفاته: ع ملك بود بيك حركت ملك شد، كما في
رسالة قطبية.
القاضي نظام الدين الكجراتي
الشيخ العالم الفقيه القاضي نظام الدين بن نور الدين بن محمد صالح الأحمد آبادي الكجراتي أحد
العلماء الصالحين، ولد ونشأ في مهد العلم واشتغل به مدة حتى فاق أقرانه في كثير من العلوم والفنون
لا سيما الفنون الرياضية والإنشاء والشعر، وولي القضاء بأحمد آباد سنة إحدى وخمسين ومائة وألف
فاستقل به مدة حياته، وكان وقوراً شديد العزيمة متصلباً في المذهب يبذل جهده في إعلاء كلمة الله،
هدم صومعة الهنادك بشاه بور سنة ثلاث وستين ومائة وألف، أحدثوها عند المسجد فكانوا يضربون
الناقوس أوقات الصلوات، فلما سمع بذلك أحمد شاه الدهلوي صاحب الهند رضي عنه وأعطاه الخلعة
الفاخرة والفيل.
له مصنفات كثيرة منها ميزان الساعة وتفصيل الفصول ورسالة في القهوة ورسالة في فضائل
العلماء وله رسائل أخرى.
مات لاثنتي عشرة خلون من ذي القعدة سنة خمس وستين ومائة وألف، وقبره عنده قبر والده بأحمد
آباد، كما في مرآة أحمدي.