للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واحد من المشايخ، ثم سافر إلى دهلي وأخذ عن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي

نسبة أهل البيت ونسبة يسمونها بيرنكي وسمع منه كثيراً من آداب السلوك وتأدب عليه، فأجازه

الشيخ سنة ثمان وعشرين، وكانت وفاته في سلخ ذي الحجة سنة تسع وستين ومائتين وألف بحيدر

آباد، كما في مقالات الطريقة.

مولانا عبد القدوس اللكهنوي

الشيخ الفاضل عبد القدوس بن يعقوب بن عبد العزيز الأنصاري اللكهنوي أحد العلماء الصالحين،

ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ، وقرأ النحو والبلاغة والفقه والأصول على والده، وقرأ المنطق والحكمة على

الشيخ حسن بن غلام مصطفى اللكهنوي، وعلى الشيخ غلام يحيى البهاري، ثم أخذ الطريقة عن

الشيخ غلام يحيى المذكور، ولازمه مدة ثم أخذ عن الشيخ أسلم الدهلوي.

وكان غاية في العفة والطهارة والزهد والاستغناء والتوكل، احتمل المشاق الكثيرة من قلة المعاش

وموت الأولاد، كما في الأغصان الأربعة.

له رسالة في إثبات وحدة الشهود، رأيتها بخط مولانا أولاد حسن القنوجي.

المفتي عبد القيوم البرهانوي

الشيخ الإمام العالم الكبير المحدث المفتي عبد القيوم بن عبد الحي بن هبة الله ابن نور الله الصديقي

البرهانوي أحد كبار الفقهاء الحنفية، ولد سنة إحدى وثلاثين ومائتين وألف، وحفظ القرآن، وبايع

السيد أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي في صغر سنه، وقرأ الرسائل المختصرة في الصرف والنحو

على الشيخ نصير الدين الشافعي الدهلوي سبط الشيخ رفيع الدين، وقرأ بعض الكتب الدرسية على

مولانا نصير الدين اللكهنوي النزيل بدهلي، وأخذ الفنون الرياضية عن خواجه نصير الحسيني

الدهلوي، وأخذ الفرائض عن الشيخ يعقوب بن أفضل، والفقه والحديث عن الشيخ إسحاق بن أفضل

سبطي الشيخ عبد العزيز، وتزوج بابنة الشيخ إسحاق المذكور، وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد عظيم

أحد أصحاب السيد أحمد المذكور، ولازمه مدة ببلدة طوك وأخذ عن الشيخ يعقوب بن أفضل المذكور.

ثم إنه لما رجع عن الحجاز مع عياله ومر على بهوبال في أيام سكندر بيكم كلفته الإقامة في بهوبال

وولته الإفتاء وأقطعته الإقطاعات من الأرض فسكن بها،

وكان على قدم أسلافه في العلم والحلم والتواضع وبشاشة الوجه والإفادة والتدريس والتذكير وقول

الحق ولسان الصدق، لم يزل مشتغلاً بتدريس القرآن والحديث، انتفع به خلق كثير من العلماء، وكان

رحمه الله صادق الفراسة حسن التوسم، ربما ألهم بالمغيب، حدثني الثقات ببعض ما أكرمه الله تعالى

به من ذلك من خرق العوائد، ومن تأويل الرؤيا، فكان لا يعبر شيئاً منها إلا جاءت كما أخبر بها،

كأنما قد رآها، وهذا لا يكون إلا لأصحاب النفوس الزاكيات المطهرة من أدناس الشهوات الرديئه

وأرجاسها، وكم له من خصال محمودة وفضائل مشهودة، وجملة القول فيه: أنه كان بقية رهط الشيخ

عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي، رضي الله عنا وعنهم أجمعين.

وكانت وفاته بمولده برهانه سنة تسع وتسعين ومائتين وألف وله سبعون سنة.

مولانا عبد الكريم الظفر آبادي

الشيخ الفاضل عبد الكريم بن بركة علي الحسيني الواسطي الظفر آبادي أحد العلماء الحنفية، ولد

سنة ست وأربعين ومائتين وألف، وقرأ الرسائل المختصرة في النحو والصرف والمنطق على خاله

ساجد علي المحمد آبادي، وقرأ شرح الكافية للجامي وشرح الوقاية على ولي محمد، وقرأ سائر الكتب

الدرسية على فقير شاه الكابلي والشيخ سخاوة علي الجونبوري، ولازمهم مدة حتى برز في الفضائل

الكثيرة، وفاق أقرانه في براعة التحرير والإنشاء والشعر والخط والتجويد، وفي بعض الصنائع

الغريبة، وكان يدرس ويفيد.

مات لثمان خلون من محرم سنة أربع وسبعين

<<  <  ج: ص:  >  >>