وكذا قال عقب طريق وهب: " مخرجٌ في كتاب مسلم من حديث هشام بن عروة".
قلنا: نعم، فقد أخرجه مسلم (٣٥٤) عن زهير عن يحيى عن هشام بهذه الأسانيد الثلاثة، إلا أنه لم يذكر فيه ترك المضمضة كما تقدَّم، وقد ذكرها جماعةٌ من أصحابِ هشامٍ، كما ذكرها الفلَّاسُ ومسددٌ عن يحيى، فهي زيادةٌ محفوظةٌ رواها الثقاتُ الحفاظُ.
هذا وقد قال البزارُ -عقبه-: "ولا نعلمُ أسندَ هشام عن محمد بن علي غير هذا الحديث، على أن لفظَ هذا الحديث مخالفٌ لسائر الألفاظ التي تُروى عن ابن عباس في ذلك"!
كذا قال، وسائر الروايات الصحيحة لهذا الحديث موافقة لهذه الرواية، فالله أعلم بما أراد.
الطريق الرابع: رواه الطيالسيُّ (٢٧٨٤) عن خارجة بن مصعب، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ قَالَ:((رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَكَلَ عَظْمًا -أَوْ: لَحْمًا-، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، وَمَا تَوَضَّأَ وَلَا تَمَضْمَضَ)).
وخارجة متروك، ولكنه متابع:
فرواه ابنُ حِبَّانَ (١١٣٨)، والسراج -كما في (الإعلام) - من طريق عبد العزيز الدراوردي.
ورواه البيهقيُّ في (الشعب ٥٤٣٨) من طريق محمد بن جعفر الزرقي.
كلاهما عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس، به، بلفظ