والنقد ولكن في غير مغالاة أو إسراف. منهج اعتمد أصحابه فيه أسلوبًا ليس بالعلمي البحت، كما هو الحال عند أصحاب المنهج العلمي التخصصي، ولا بالأدبي الذي يقوم على اختيار الألفاظ والتجويد في صوغ العبارة وإحكامها، على النحو الذي نجده عند أصحاب المنهج الإبداعي الفني، وإنما هو أسلوب يختار من الألفاظ أوضحها وأبينها، ويصوغ العبارات بصورة يحوطها الإيجاز، وتحكمها السهولة، ويقيدها الوضوح.
ولعل خير ما يُطَبَّقُ عليه هذا المنهج من شروح الحماسة شرحان أحدهما الشرح الذي رجحنا نسبته إلى زيد بن على الفارسي المتوفى سنة ٤٦٧ هـ، والآخر الشرح المنسوب خطأ إلى أبي العلاء المعري، والذي رجحنا أن يكون صاحبه من علماء القرن السادس الهجري.
هذه هي مناهج شراح الحماسة كما رأيناها في الشروح التي وقفنا عليها واستخرجناها من قراءتنا لها وبحثنا فيها، ولعل من المفيد ونحن نريد أن نطبق كل منهج منها على نموذج أو اثنين من شروح الحماسة المطبوعة والمخطوطة أن نشير إلى أن هناك شروحاً غير واضحة المعالم في مناهجها، لأنها لم تصل إلينا كاملة، وإنما وصلت إلينا في صورة نقولات متفاوتة الشروح المطبوعة والمخطوطة التي وصلت إلينا، ومن أجل هذا سوف نعرض لها بعد التطبيق محاولين الكشف عن هذه المعالم وتحديدها حتى نحقق بذلك الدراسة الشاملة للشروح التي تدخل في الفترة التي حددناها لمسار هذا البحث.