للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

حذف جواب إن لأن فيما تقدم دليًلا عليه".

فلا شك ان مثل هذه النقولات ليست من المأثور عن الأصمعي وابن الأعرابي وأبي عبيدة وإنما هي نقولات من رجال لهم صلة عمل بالحماسة يهملهم المرزوقي تهوينًا لشأنهم تبعًا لما تركبت عليه نفسيته من اعتداد وتعال.

وبجانب هاتين الصفتين اللتين برزتا في شخصيته كانت هناك صفة الأستاذ المعلم التي بدت هي الأخرى بارزة في شرحه، فكانت وراء أسلوبه وصوغ عباراته، ففي جوانب كثيرة من شرحه نجد عبارات المعلمين تند عن أسلوبه مثل"ألا ترى" فاعرف فرق ما بين الموضعين"" وهذا كما تقول" فاعلمه إن شاء الله"، "وليس بشيء فلا تعرج عليه" أو بقوله: " وإذا كان الأمر على هذا فما ذكره القائل غير صحيح لأني قد أربتكه فاعلمه"

وإذا كانت صفتا الاعتداد والتعالي في شخصين المرزوقي قد حجبتا عنا الوقوف علي شروح الحماسة التي أفاد منها فإنهما من جهة أخرى قد كان لهما دور في عمله الذي يتصل باللغة والنحو إذ جاء عمله فيمها دالا على شخصيته مع اعتماده على النقل، ولكنه نقل يختلف عن نقل أصحاب المنهج الالتزامي النقلي، انه نقل المستوعب لما قال العلماء الأوائل، الذي له رأي فيما ينقل ويختار، وهذا يجعلنا ندخل في مصادر شرحه التي جاءت في غلبتها في مجال اللغة والنحو فهو- بالإحصاء- نقل عن الخليل بن احمد في ثلاثين ومائه موضع، وعن الأصمعي في واحد وخمسين موضعًا، وعن سيبويه في ستة وأربعين موضعًا، وعن ابن دريد في أربعة وثلاثين موضعًا، وعن أبي عبيدة في واحد وعشرين موضعًا، وعن أبي العباس المبرد في

<<  <   >  >>