للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

في هذا الخصوص لما أدركنا أنه قرأ التنبيه، وكان أحد مصادره في شرحه، هذا بجانب أنه كان ينقل من شروح سبقته ولا يدل على أصحابها، وإنما يذكرهم بعبارات مبهمة مثلما يفعل مع ابن جني مثل"وروي بعضهم" "وقال بعض الناس" وسمعت بعض أصحاب المعاني"، ولا شك في أن هؤلاء كانوا من الذين لهم أعمال في الحماسة، وليس الأمر كما تصوره الدكتور العمري أنه كان يشير بعباراته هذه إلى اعتماده على ما أثر عن العلماء الكبار مثل الأصمعي وابن الأعرابي وأبي عبيدة وغيرهم فهؤلاء الكبار كان يسميهم باسمهم. أما أصحاب الشروح السابقة فهم الذين يحظون منه بهذه العبارات، ولا أدل على ذلك من نقولاته التي تسبقها هذه العبارات، ففي بيت الأحوص بن محمد الوارد في باب الحماسة والذي جاء فيه:

إني عَلى مَا قَدْ عَلِمْتُ مُحسَّدُ ... أْنمي عَلى البَغْضَاءِ والشَّنْانِ

قال المرزوقي بعد أن شرحه" وقال بعض الناس الشنآن بغض يختلط به عداوة وسوء خلق، فلهذا جمع بينه وبين البغضاء، وقال غيره: بل على بمعني واحد واللفظان إذا اختلفا على معناهما جاز الجمع بينهما تأكيداً، واحتج بقوله "وهند أتي من دونها النأي والبعد"، وقال في بيت آخر من باب الحماسة هو:

ونَطُاعِنُ الأَبْطَالَ عَنْ أَبْنائِناَ وَعَلى بَصَائِرنَا واَن لمَ نُبْصر

"وسمعت بعض أصحاب المعاني يقول: إنا نقاتل الأبطال على عادة الناس عند نظرهم لدنياهم ودينهم في الذب عن الحرم والعشيرة والشرف، وعلى الأديان والاعتقادات والبصائر، وان لم نبصر وجهًا واحدًا من هذه الوجوه نقاتل أيضًا لن همنا التقل والقتال. قل: فحذف مفعول وان لم نبصر لأن المراد مفهوم وكذلك

<<  <   >  >>