للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

المناسبة إذا كانت تعين على فهم النص، وانه كان يذكر ذلك في إيجاز حال من التفاصيل والاستطرادات المتشعبة التي نراها في شرح التبريزي، منقولة عن أبي رياش.

٢ - تفسير أسماء شعراء الحماسة والأعلام:

وإذا كنا رأينا المرزوقي يذكر بعضًا من أخبار الشعر والمناسبات الداعية إلى قوله من قبل الشعراء فان شرحه قد افتقر إلى تفسير أسماء الشعراء والأعلام الواردين في اختيار الحماسة، وقد فسر عبد السلام هارون هذا الافتقار بأن المرزوقي لم يقف على كتاب" المبهج" لابن جني في حين أن الدكتور العمري قد عاب عليه تجاهله ابن جني احتقارًا واستضعافًا وقال: " انه لو ترك مثل هذه النقائص وتعمق في النظر في مصنفات ابن جني وآرائه لاستفاد منها استفادة كبيرة خاصة في تحديد الأعلام واشتقاق أسمائهم.

ومعني هذا أنه يرى أن المرزوقي قد وقف على كتب ابن جني ولكن في غير تعمق استهانة بصاحبها وربما كان هذا صحيحًا، ولكن الأخذ بأنه لم يقرأ"المبهج" أفضل، بدليل أنه قرأ"التنبيه" الكتاب الثاني لابن جني ونقل منه في شرحه منتقداً وغير منتقد، وهذا يدحض النظرية التي أيدها الدكتور العمري والتي تقول: بأن كتابي المبهج والتنبيه كان في الأصل كتابًا واحدًا. إذ لو كانا كذلك لوقف المرزوقي عليهما معًا. على أن الأمر فيما يبدو لنا مبني على شيء مختلف عن هذا، فتفسير أسماء الشعراء والأعلام يقوم في الغالب على فن الاشتقاق، وهو فن لا نحس بأن المرزوقي كان من أصحابه، وإنما فارساه في عمل الحماسة رجلان أحدهما ابن جني الذي وصفه بروكلمان بأنه"إمام المذهب الاستقاقي" والآخر أبو العلاء

<<  <   >  >>