للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

المعري الذي دلت نقولات التبريزي عنه أن له باعًا متسعًا فيه.

٣ - تحديد بحور الشعر وأضربه وقوافيه:

لم يعالج المرزوقي هذا العنصر في شرحه، ولا يعني هذا أنه لم يكن ذا المام بعلمي العروض والقوافي، ففي شرحه ما يدل على أنه كان ملمًا بهذين العلمين وما يقومان به من قواعد، وقد استخدم احدي قواعد القافية في رد رواية جاءت في بيت عبد الشارق بن عبد العزي الذي يقول فيه:

فَجَاءُوا عَاِرضًا بَردَاً وَجِئْنَا كَمِثْلِ السَّيْفِ نَرْكَبُ واَزِعَيْنَا

فقد قال فيه: " ولا يجوز أن يروي وازعينا بكسر العين لما يحصل من العيب بالسناد مع ارتفاع الضرورة".

ويبدو لنا أن تحديد بحور الشعر وأضربه وقوافيه عنصرًا من عناصر الشرح قد بدأ يظهر في الشرح التي تلت المرزوقي بدليل أننا لا نجد له أثرًا في الشروح السابقة لشرحه أو المعاصرة مثل شروح أبي رياش ٣٣٩ هـ، وأبي عبد الله النمر ٣٨٥ هـ، وأبي هلال العسكري ٣٩٥ هـ، وإنما وجدناه في شروح جاءت بعد ذلك مثل شروح أبي العلاء ٤٤٩ هـ، وزيد بن على ٤٦٧ هـ، والتبريزي ٥٠٢ هـ، ومن ثم يمكن أن نلاحظ انه إلى زمن المرزوقي لم يكن الشراح يعتبرون تحديد وزن الشعر وضربه وقافيته من عناصر الشرح، ولا أدل على ذلك من المرزوقي نفسه، فقد كان يرى أن لا مجال للحديث في وزن الشعر أثناء عملية الشرح. قال في قطعة سلم بن ربيعة التي مطلعها:

إِنَّ شِوَاءَّ وَنَشْوَةً وَخَبَبَ البَازِلِ الأَمُونِ

"هذه المقطوعة خارجه عن البحور التي وضعها الخليل بن أحمد، وأقرب ما يقال

<<  <   >  >>