فيها: أنها تجئ على السادس من البسيط، وليس هذا موضعًا لبسط الكلام فيه".
٤ - الرواية:
وإذا كانت هذه العناصر الثلاثة السابقة لم تجد عناية من قبل المرزوقي في شرحه فان عنصر الرواية قد حظي لديه باهتمام واضح، فهو من العناصر التي تشكل دعامة أساسية في منهجه الأدبي الإبداعي الفني. فقد رأيناه في مواضع مختلفة يبدأ به شرحه، والبدء بشيء دليل على الاهتمام به. أما معالجته له فتتمثل في جانبين: جانب يتصل بالمفاضلة بين الروايات الواردة في البيت الواحد، وجانب يتصل بنقد هذه الروايات وردها، ولكل من الجانبين معايير يعتمدها في عمله، ففي جانب المفاضلة نراه يعتمد معايير الفصاحة والبلاغة والسلامة والشهرة والجودة، ولكنه وهو يفضل الرواية وفقًا لهذه المعايير كان أحيانًا يعلل حكمه الذي يصدره فيها، وأحيانًا أخرى يصدر الحكم دون تعليل، فمن أحكامه التي أصدرها دون تعليل قوله في البيت المتلمس وقد أثبت روايته على النحو التالي:
"ويروى وَأجْينَ بِهَا حٌرَّاً وَجِلَدُكَ أَمْلَسُ، والرواية الأولي أحسن"، ولم يعلل وجه الحسن فيها، ولعله قصد بذلك أن الضمير في" بها" عائد إلى مخافة المنية والأمر بالموت مع مخافته يتناسب وما دعا إليه من عدم قبول الضيم أكثر من تناسب الأمر بالحياة. ومثل ذلك ما أورده في بيت أبي الغول الطهوي القائل: