واستشهد على ضعف التركيب بما ورد عن أبي عثمان المازني فقد قال:((لولا صحة وروده وتكرره لرددته)).
ومثل هذا أيضًا نقده بيت عروة بن الورد الذي يقول فيه:
لحى الله صعلوكًا إذا جن ليله مصافي المشاش آلفًا كل مجزر
فقد عاب عليه إضافة مصافي غلى المشاش، ووصفها بأنها ضعيفة لأن المشاش أشير به الجنس، ولا يحصل التخصيص بالإضافة إليه، وعلى هذا قولهم: قيد الأوابد ودرك الطريدة. كما عاب عليه عدم تحريك الياء من مصافي بالفتح قال:((وكان يجب أن يحرك الياء من مصافي بالفتح فسكنه لأن منهم من يجري الفتحة في مثله من المعتل مجرى سائر الحركات فلا يثبتها)).
على أن النقد البارز في شرح المرزوقي هو النقد المتصل بالموازنات والسرقات، فقد سجل لنا كثيرًا من المفاضلات التي كان يجريها بين الشعراء في معانيهم وصناعتهم الفنية، متخذًا من أبيات الحماسة التي يشرحها محورًا ينطلق منه إلى هذا النوع من النقد، فهو تارة يذكر لنا أقوال الشعراء المشتركة في معنى واحد أو صنعة فنية واحدة، وتارة يفاضل بين أقوالهم ويبين الجيد منها، وتارة ثالثة يبين لنا ما أخذه المتأخرون منهم من معاني المتقدمين
ففي بيت سعد بن ناشب الذي يقول فيه:
فان تعذليني تعذلي بي مرزأ كريم نثا الإعسار مشترك اليسر
وقف المرزوقي عند معنى قوله:((كريم نثا الإعسار مشترك اليسر)) ونظر إلى اشتراك الشعراء في إيراد معناه فقال: ((وقد أكثر الشعراء في هذا المعنى، فمن ذلك