قال فيه:((هذا معنى شريف حسن)) ولم يبين وجه شرفه وحسنه، ولعله نظر إلى الصورة التي رسمها هذا الشاعر لعلاقته بفرسه في الحرب ومدى ما يبدله كل واحد منهما نحو الآخر، كما نظر إلى هذا الاعتراض أو الالتفات المتمثل في قوله:((إني للخليل ودود)) وهو تعبير رائع في معناه بالنظر إلى حديث الفرس السابق له.
أما الضرب الثاني الذي كان يبين فيه مواطن ضعف الشعر، فقد رأيناه أيضًا يقيم نقده فيه على المعنى أحيانًا وعلى سلامة اللغة أحيانًا أخرى، ومن أمثلة نقده للمعنى ما قاله في بيت ابن زيابة التيمي الذي يقول فيه:
والذرع لا أبغب بها ثروة كل امرىٍء مستودع ماله
قال:((لولا أن قصده في التمدح إلى التعريض بالمخبر عنه لكان لا معنى لهذا الكلام. ألا ترى إلى قوله: ((والدرع لا أبغي بها ثروة)) وقد فسر على أنه يجوز أن يكون المراد: لا اقتني الدرع لكي أتجر فيها وأتمول، وترك التجارة في الأسلحة ليس فيه كبير تمدح)).
أما نظره إلى سلامة اللغة واستعمالها الاستعمال الفصيح لما صح من القياس، فقد تردد في مواضع مختلفة من شرحه، ومن ذلك وقفته في بيت عبد الملك بن عبد الرحيم الحارثي المنسوب إلى السموءل وهو:
وإنا لقوم ما نرى الموت سبة إذا ما رأته عامر وسلول
قال منتقدًا سلامة التركيب فيه:((كان وجه الكلام أن يقول: ((ما يرون القتل سبة)) حتى يرجع الضمير من صفة القوم إليه ولا تعرى منه، لكنه لما علم أن المراد بالقوم هم قال:((ما نرى)) ثم أضاف، وقد جاء في الصلة مثل هذا وهو فيه أفظع قال: