ثم قال في الشرح:((ورواه بعضهم)) كما تنشنش كفا قاتل سلبا)) وقال: شبه نشنشته بنشنشة فاتل الحبل من السلب وهو نبات يخرج على صورة الشمع وعلى قدره فيجز ويفتل منه الحبل وبائعها ومتخذها السلاب. ثم عقب على ذلك فقال:((والرواية الأولى أجود وأكثر مشابه))، فكأنه نظر إلى تقارب التشبيه بين نشنشة الجازر للحم الناقة بعد نحوها ونشنشة القاتل سلب القتيل بعد قتله فهي أقرب وأوضح من نشنشة فاتل الحبال من نبات السلب إذ لا قتل يقابل نحر الجازر للناقة.
وأما نقده للشعر المختار في الحماسة فقد رأيناه على ضربين ضرب بين فيه مواطن الجودة والجمال، وضرب بين فيه مواطن الضعف، فأما الضرب الأول فقد كان يراعي فيه حسن المعنى وسلامة اللفظ وتوازنه، وذلك مثل عمله في بيت بشامة النهشلي الذي يقول فيه:
بيض مفارقنا تغلي مراجلنا نأسو بأموالنا آثار أيدينا
فقد قال فيه بعد أن شرحه وبين ما فيه من معان:((وفي البيت مع حسن المعاني التي بينتها توازن في اللفظ مستقيم وسلامة مما يجلب عليه التهجين)).
ومثل ذلك ما جاء عنه في بيت عمرو بن معدي كرب وهو:
ولقد أجمع رجلي بها حذر الموت وإني لفرور
قال: ((وأجمع رجلي أي أستحث فرسي وهو فصيح الكلام، ومن العبارات التي تصور المعنى، ومن لفظه وبابه قولهم: جمعت يدي على كذا، ورفعت يدي عن كذا.
وربما نظر إلى شرف المعنى وحسنه مثل قوله بيت أبي الأبيض العبسي في فرسه: