للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فيقول: ((وروى بعضهم: ((يأتاب ليلًا)) وهو يفتعل من الأوب، وينتاب أوجه في النقد وأحسن)) كأنه رمى بذلك إلى أن استقامة الفعل ((ينتاب)) في البيت لأنه يصح مع الطبع والرواية والاستعمال. ومنها أنه كان ينظر إلى لغة الشعراء وطرائقهم في النظم ويدلل بها على صحة نسبة الشعر إليهم، وهي إحدى الدعامات التي قامت عليها تصفية الشعر القديم وتنقيته من شوائب النحل والوضع التي علقت به وشكلت قضية الشك والطعن فيه. ففي قطعة الرثاء التي أولها ((أصاب الغليل عبرتي فأسالها)) والتي نسبها أبو تمام إلى يزيد بن عمرو الطائي أشار المرزوقي إلى أن الأثرم رواها عن أبي عبيدة للنابغة الذبياني وأثبتها في ديوانه، ولكنه عقب على هذا بقوله: ((وفي ألفاظ هذه الأبيات على ما رواه أبو تمام شاهد صدق على أنه ليزيد لا للنابغة)). فكأنه بذلك يرمي غلى أن لغة النابغة الشعرية تختلف عن لغة يزيد، وهي نظرة صائبة في مجال اضطراب رواية الشعر ونسبته إلى أكثر من شاعر، ونظرة صائبة أيضًا في مجال تصفية الشعر القديم من النحل والوضع.

ومنها أنه ينظر إلى المقاربة في التشبيه لأن عيار المقاربة عنده هو أن يقع التشبيه بين شيئين اشتراكهما في الصفات أكثر من انفرادهما ليبين وجه الشبه بلا كلفة. هذا ما نحسه منه في نقده رواية بيت لمرة بن مكحان في وصف جازر ناقة، وقد أثبته في متنه على النحو التالي:

ينشنش اللحم منها وهي باركة كما تنشنش كفا قاتٍل سلبا

<<  <   >  >>