الألوان البلاغية أثناء عملية الشرح، ومع هذا الذي ذكرناه فان شرحه في البلاغة إذا ما قيس بغيره من الشروح التي وصلت إلينا يعد الشرح الوحيد الذي اهتم بفنون البلاغة في عناصر الشرح.
ب- النقد:
وإذا تركنا جانب البلاغة واتجهنا إلى النقد وجدنا المرزوقي في شرحه ناقدًا نظريًا وتطبيقيًا، فأما نقده النظري فقد ضمنه مقدمته التي صدر بها شرحه. وأما نقده التطبيقي فقد جاء في ثنايا شرحه، ولما كنا ندرس عناصر الشرح عنده وفق المنهج الذي سار عليه، موازنين بينه وبين غيره من الشراح ذوى المناهج الأخرى كان من المحتم علينا أن لا ندخل أنفسنا في دراسة نقده النظري الوارد في مقدمته لأنه لا يشكل عنصرًا من عناصر الشرح، وإنما الذي يعنينا فقط هو نقده التطبيقي الذي يدخل في صميم عملية شرح الشعر، غير أن تركنا لما جاء في مقدمته من نقد نظري لا ينسينا أن كثيرًا من نقده التطبيقي كان مبنيا على نظريته التي طرحها في عمود الشعر مثل شرف المعنى وصحته وجزالة اللفظ واستقامته، والإصابة في الوصف، والمقاربة في التشبيه، إلى غير ذلك من الأبواب التي يقوم عليها عمود الشعر.
ويمكن القول بأننا حين أفردنا المواد التي مثلت نقده التطبيقي وجدنا أنه يسير فيها وفق وجهات ثلاث: وجهة تتصل بنقد الرواية وتصويبها، ووجهة تتصل بنقد الشعر المختار في الحماسة، ووجهة تتصل بالموازنات والسرقات.
فأما نقده للرواية فقد تكلمنا فيه عندما عرضنا لعنصر الرواية في شرحه، ويمكن أن نضيف هنا بعض الجوانب التي استرعت انتباهنا ونحن نفرز المواد النقدية، منها أنه كان يعتمد في نقده للرواية على جزالة اللفظ واستقامته وهو أحد الأبواب التي أوردها لعمود الشعر، إذ عيار اللفظ عنده الطبع والرواية والاستعمال. ولذلك نراه يقف عند بيت وضاح بن إسماعيل القائل: