وأما إشاراته إلى ((الاعتراض)) فقد جاءت في نحو قول تأبط شرًا:
هما خطتا إما أسار ومنة وإما دم والقتل بالحر أجدر
قال:((وقوله: والقتل بالحر أجدر يسمى اعتراضًا لوقوعه بين ما عدده من الخصال))، ومثله ما جاء عنه في بيت عمرو بن معدي كرب القائل:
ليس الجمال بمئزٍر فاعلم وإن رديت بردا
فقد قال فيه:((وقوله: فاعلم اعتراض تأكد به الكلام)).
ولعله كان أوضح في معالجته للاعتراض في بيت إبراهيم بن كنيف النبهاني وهو:
فأن تكن الأيام فينا تبدلت ببوسى ونعمى والحوادث تفعل
فقد فصل فيه الحديث فقال:((وقوله: ((والحوادث تفعل)) يسمى اعتراضًا، ومثل هذا من الاعتراض يزيد القصة تأكيدًا، وهو ها هنا حاصل بين الجزاء وجوابه لأن جواب إن تكن قوله:((فما لينت منا قناة صليبة)) وحسن الكلام به جدًا إذ كان تأكيدًا لما يقتضيه من تحول الأحوال وتحقيقًا لما شكاه من ريب الزمان، وبعثا على التسلي وأخذ النفس بالتأسي)).
وهكذا نرى أن المرزوقي قد جال في ثنايا شرحه في علوم البلاغة الثلاثة، غير أن أعماله فيها وان تفاوتت فأنها قد دلت على قيمة ألوان هذه العلوم وما تحدثه من أثر في جمال القول الشعري، كما أن تفاوتها يرجع إلى ما أشرنا إليه سابقًا عندما تكلمنا عن منهجه أنه في جوانب البلاغة لم يكن في الدرجة التي عالج بها اللغة والنحو في شرحه، فهو أكثر عناية بالغة والنحو من البلاغة، وذلك بتجاوزه المتكرر لجملة من