ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فلول من قراع الكتائب
وبجانب هذه المحسنات اللفظي منها والمعنوي نجده يشير إلى لون من ألوان نعوت المعاني وهو الالتفات الذي سماه بعض البلاغيين الاعتراض، ولذا نجد المرزوقي يشير إليه مرة بالالتفات ومرة بالاعتراض كأنه يذهب بهذا مع ابن المعتز الذي يفصل بين الالتفات والاعتراض.
فمن إشاراته التي استخدم فيها مصطلح الالتفات ما جاء عنه في بيت الحماسة الذي نسب لآخر وهو:
أعان علي الدهر إذ حك بركه كفى الدهر لو وكلته بي كافيا
قال:((ومثل هذا القول)) كفى الدهر ((يسمى التفاتًا)). وكذلك ما جاء عنه في بيت العديل بن الفرخ العجلي القائل:
وضيعت عمرًا والرباب ودارمًا وعمرو بن وٍد كيف أصبر عن وٍد
فقد وقف محللًا الالتفات في عبارة ((كيف أصبر عن ود)) قال: ((وقوله: ((كيف أصبر عن ود)) هو الذي يسميه النقاد والبصراء بصنعه الشعر وتمييز البديع فيه الالتفات، كأنه لما ذكر ودا والخلاف عليه، ونفض اليد مما يجمعه إياه، وكشف الرأس بالمعاداة معه للرحم قلبه، وضاق بالحال المتصورة صدره، والتفت إلى من بحضرته فقال: كيف يكون صبري على مثله)).