فشبه الدمى بالنساء لا النساء بالدمى، ولم يكتف المرزوقي بهذا، بل ذهب إلى بيان هذه الطريقة عند أبي تمام فقال:((ومما يستحسن من هذه الطريقة قول أبي تمام:
كأنما جاد مغناه فغيره دموعنا يوم بانوا وهي تنهمل
قال: لأنه شبه الأمطار المغيرة لرسوم الديار بدموع العشاق من أثر الأحباب يوم الفراق))
وبجانب النظر إلى اشتراك الشعراء في المعاني وطريقة النظم نظر المرزوقي إلى جانب المفاضلة بين الشعراء ذوي الاشتراك في المعنى الواحد، فكان يوازن ويبين الفاضل من المفضول فيها وهذا أيضًا كثير في شرحه، ومن أمثلته ما جاء عنه في بيت الحارث بن هشام المخزومي من كلمته التي قالها يوم بدر حين فر من الحرب قال:
الله يعلم ما تركت قتالهم حتى علوا فرسي بأشقر مزبد
قال المرزوقي: ومثله قول المهلهل:
لم أرم حومة الكتيبة حتى حذي الورد من دمي نعالا
ثم فاضل بين البيتين فقال:((وهذا قاصر عن درجة ما تقدم لأنه يتعذر مما آثره من الهروب في وقته، وذاك أورده مورد المتبجح، وأنه خلقه ومذهبه لعلمه بمصادر الحروب ومواردها))
وفي بيت قيس بن الخطيم الأوسي الذي يقول فيه:
إذا ما شربت أربعًا خط مئزري وأتبعت دلوي في السماح رشاءها
وقف المرزوقي فيه، ونظر إلى قول عنترة وعمرو بن كلثوم في طويلتيهما فقال: