للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وهذا أجود من قول عنترة، وإن كان مفضلًا عند كثير من الناس على قول عمرو بن كلثوم، وقول عنترة:

وإذا انتشيت فإنني مستهلك ... مالي وعرضي وافر لم يكلم

وإذا صحوت فما أقصر عن ندًى وكما علمت شمائلي وتكرمي

وبيت عمرو:

مشعشعة كأن الحص فيها إذا ما الماء خالطها سخينا

ثم بين لم فضل بيت قيس على قوليهما فقال: لأن هذا (يعني عمرًا) قال: إنا نتسخى إذا شربنا الخمر ممزوجة، وما قاله عنترة في بيتين أشار إليه قيس في مصراع)).

وشغلت السرقات وما أخذه المتأخرون من معاني المتقدمين حيزًا ليس بالضئيل في شرح المرزوقي، ذلك لأنه كما كان ينظر إلى اشتراك الشعراء في معانيهم وطرائق أدائها كان ينظر إلى أخذ الشعراء من بعضهم بعضًا، ففي بيت جرير الذي قاله في رثاء قيس بن ضرار:

وحق لقيٍس أن يباح له الحمى وأن تعقر الوجناء إن خف زادها

قال المرزوقي: ((أي حق للجزع به أن يبلغ من القلب حدًا لم يبلغ منه شيء)) ثم مضى مستعرضًا هذا المعنى لدى الشعراء فقال مشيرًا إليهم: ((وقد أخرجوا هذا المعنى في معارض لأنه معنى صحيح حكيم شريف، فقال كثير في الحب يصف امرأة:

أباحت حمًى لم يرعه الناس قبلها وحلت تلاعًا لم تكن قبل حلت

يريد بلغت من القلب هذا المبلغ، وأخذه منه الصمة بن عبد الله القشيري فقال:

<<  <   >  >>