ولا شك أن مثل هذا العمل وأشباهه في شرح المرزوقي كانت وراء أعمال رجال عنوا بالسرقات وما أخذه المتأخرون من المتقدمين، وهي قضية كان لها صدى في حركة النقد العربي وبخاصة في القرن الرابع الهجري الذي عاش فيه المرزوقي وشهد آخره، فالمرزوقي مثلما رأيناه يفيد من التراث الموروث من العلماء في مجالي اللغة والنحو نراه يفيد هنا من التراث النقدي الذي خلفه السابقون أو المعاصرون وربما كان هذا وراء اهتمام المرزوقي بأبي تمام في جانب الموازنات والسرقات التي عالجها في شرحه، فقد كان لأبي تمام حضور ملحوظ في هذا الجانب من نقده، ومعلوم أ، أبا تمام كان شغل الكثيرين من النقاد في زمن المرزوقي وقبله، بل إن المرزوقي نفسه قد اهتم به اهتمامًا كبيرًا بدلالة ما أشرنا إليه سابقًا أنه شرح المشكل من شعر وألف كتابًا في الرد على من انتقصوه، ولعل المرزوقي بجانب تأثره بحركة النقد في عصره قد هدف من اهتمامه بأبي تمام في شرحه إلى الربط بين الاختيارات المشروحة وصاحبها لا من خلال ما اختاره فحسب بل من خلال شعره أيضًا، ومن أمثلة ذلك ما صدر عنه في بيتين من باب الحماسة هما:
إن يحسدوني فأني غير لائمهم قلبي من الناس أهل الفضل قد حسدوا
فدام لي ولهم ما بي وما بهم ومات أكثرنا غيظًا بما يجد
قال المرزوقي: ((وحدثني أبو عبد الله حمزة بن الحسن قال: سمعت أبا