الحسن علي بن مهدي الكسروي يقول: أنا قد تتبعت من دواوين الشعراء قديمهم ومحدثهم فوجدت أبا تمام الطائي متفردًا بمعنى قوله:
وإذا أراد الله نشر فضيلٍة طويت أتاح لها لسان حسود
لولا التخوف للعواقب لم يزل للحاسد النعمى على المحسود
غير مسبوق إليه ((فقال المرزوقي معقبًا على هذا القول: ((وعندي أنه أخذه من فحوى هذين البيتين وان كان زاد عليه)).
وهكذا نخلص من جميع ما عرضناه في هذا الفصل إلى أن المرزوقي بمنهجه الأدبي الإبداعي الفني قد كان معلمًا بارزًا في عمله الذي قام به في الحماسة، فشرحه يعد نسيج وحده بالقياس إلى الشروح التي وصلت إلينا، وسوف يتضح هذا بجلاء حين تكتمل فصول هذا القسم بتطبيق المناهج الأخرى التي سلكها الشراح الآخرون للحماسة.