وإذا كان تأبط شرًا يعني نفسه بهذا البيت فإن أبا هلال يلجأ إلى ما ذكره الرواة عن صفاته حتى يدلل أن الرواية تشعشع بالشين لا بالسين قال:(وقد أجمع الرواة على أن تأبط شرًا قتل وهو شاب، ولم يكبر فيتسعسع، وفي هذه المقطوعة ما يدل على ذلك وهو قوله:
فلم تر من راء فتيلًا وحاذرت تأيمها من لابس الليل أروعا
والأروع هو الجميل الذي يروع النظر منظره، ولو قد تسعسع لم يرع، ومنها:
وفي الجانب الثاني الخاص بالتحريف في الرواية يتضح لنا من مناقشة أبي هلال له أن التحريف قد يقع في الضبط فيؤدي ذلك إلى فساد في المعنى أو إلى فساد في المعنى والإعراب معًا، ومن أمثلة فساد المعنى وجعله رديئا ما جاء عن الشيخ صاحب النسخة في ضبط لفظة وردت في بيت جريبة بن الأشيم القائل:
وقد شبهوا العير أفراسنا فقد وجدوا ميرها ذا شبم
قال أبو هلال:(رواه هذا الشيخ) وقد شبهوا العير أفراسنا) أي بفتح العين وسكون الياء في (العير) قال: وهو خطأ وذلك أن الأفراس لا تشبه بالعير الواحد وإن شبهت به كان رديئًا لا يقوله مجيد، وأيضًا فإن العير ليس له مير، والرواية الصحيحة العير والمراد أنهم لما غزوناهم فرأوا أفراسنا من بعيد ظنوها عيرًا أي إبلا تحمل الميرة فابتدروها فصادفوا ميرها) ثم فسر ذا شيم بقوله أراد ذا موت على ذلك بقول خداش بن زهير: