إذا ما شربت أربعا خط مئزري وأتبعت دلوي في السماح رشاءها
فقد قال أبو هلال فيه:(رواه هذا الشيخ (حط مئزري) بالحاء، ورواية الناس (خط) بالخاء، قال خالد بن كلثوم وأبو عمرو الشيباني: خط مئزري أي أرخاه فخط الأرض، وكانوا يسبلون أطراف الأزر فتخط أهدابها في التراب أي تشقه، والخط الشق قال النابغة:
أعلمت يوم عكاظ حين لقيتني تحت العجاج فما خططت غباري
أي ما شققته) وهذا الكلام موجود في كتاب أبي أحمد العسكري المشار إليه آنفا، وقال أبو هلال عن رواية (حط) المصحفة إن حط المئزر إنزاله عن الحقو، وليس ذلك مما يمدح به).
والتصحيف كما رأينا في هذا المثال قد يقع بسبب الخطأ في الاعجام، لأن الكلمة إذا أسقط الاعجام في حرف من حروفها أدت إلى معنى مغاير للمعنى المراد كما وضح في خط وحط، ومثله أيضًا ما وقع في بيت تأبط شرًا القائل:
على غرةٍ أو جهرةٍ من مكانسٍ أطال نزال القوم حتى تشعشعا
فقد جاءت رواية الشيخ له بإسقاط الإعجام في كلمة (تشعشعا) فصارت (تسعسعا) وهذا ما دفع أبا هلال إلى أن يوقل موضحًا الفرق بين اللفظين قال: "التسعسع بالسين الادبار والهرم، والتشعشع بالشين معجمة من قولهم رجل شعشاع أي حلو فأراد أنه أكثر من الطعان حتى حذقه وصار لبقًا حلوًا إذا فعله لأنه لا يتكلفه، ونحوه قول الآخر: