للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الصوب على تأنيث السارية كما فعل في (شرقت صدر القناة) و (تضعضعت سور المدينة) لأن الصوب ليس بعض السارية بل السارية طرف له، وطرف الشيء ليس منه، ولا يكون صوبًا إلا إذا انفصل عنه، وصدر القناة من القناة، وسور المدينة من المدينة).

ومثلما يؤدي التحريف إلى فساد في الأعراب والمعنى يؤدي إلى اختلال في وزن الشعر، ومن أمثلة ذلك ما جاء في البيت القائل:

تبكي على بكر شربت به سفهًا تبكيها على بكر

رواه الشيخ (تبكي) بتشديد الكاف وضم التاء، قال أبو هلال: والبيت إذا روي كذلك كان مكسورًا).

وكذلك الأمر في البيت القائل:

ولست بلوام على الأمر بعدما يفوت ولكن عل أن أتقدما

فقد قال أبو هلال فيه: (ذكر الديمرتي أن عل ها هنا بمعنى لعل وعقب على هذا بقوله: (عل هو الأصل مزيد عليه اللام، ويجئ لعل بمعنى الإيجاب، والمراد ولكن اوجب على نفسي التقدم في الأمور والاجتهاد في أن لا يفوت) ثم أشار إلى رواية الشيخ التي أدت إلى اختلال الوزن فقال:

(ورواه هذا الشيخ ولكن علي أن أتقدما، والبيت مكسور على هذه الرواية).

كذلك قد يؤدي التحريف في الرواية إلى الوقوع في عيب من عيوب الشعر التي يتحاماها الشعراء المجيدون، وينأون عن الوقوع فيها، ومن ذلك ما جاء في باب المراثي من قول هشام أخي ذي الرمة وهو:

هوى المسجد المعمور بعد ابن دلهم وأمسى بأوفى أهله قد تضعضعوا

<<  <   >  >>