للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عطاء، وروى أبيات الرثاء الأربعة، ثم أردف الأصمعي قائًلا: أفيقال لهذا لا يحسن؟ ! ".

وهذه الروايات جميعها تؤكد أن الأبيات في رثاء يزيد بن عمر بن هبيرة ولا صلة ليعقوب بن داؤود بها.

أما الملاحظة الثانية فهي تتصل بما يصنعه شراح الحماسة من مفاضلة بين الروايات، وذلك أننا بعد أن قرأنا رسالة أبي هلال هذه اتضح لنا أن هناك اختلافًا فيما يفضله أبو هلال من رواية، وما فضله الإمام المرزوقي من رواية، فقد سبق أن مر بنا في دراستنا لعمل المرزوقي في الحماسة أنه قد اختار رواية بيت مرة بن محكان في وصف جازر ناقة علي هذا النحو:

ينشنش اللحم منها وهي باركة كما ينشنش كفا قاتل سلبا

وأشار إلي أن بعضهم قد روي " كما تنشنش كفا قاتل سلبا" ولكنه قال: إن الرواية الأولي أجود وأكثر مشابهة"، وهذه الرواية التي اختارها لمرزوقي ووصفها بالجودة هي ذاتها التي اختارها الشيخ صاحب النسخة التي تعقبها أبو هلال بالتصحيح والتقويم، وكان أن قال عن رواية "كفا قاتل" أنها تصحيف والقاتل لا يقطع السلب ولا يعسر عليه أخذه". ويبدو أن المرزوقي نظر إلى المشابهة بين قاتل القتيل وناحر الناقة، وان القاتل يسلب القتيل عدة حربه كما أن الجازر يسلب الناقة لحمها أما أبو هلال فقد وقف عند معني لفظ النشنشة وفسرها بمعني القطع أو الأخذ بمعاسرة، ثم نظر إلي نظر أن القاتل لا يقطع سلب قتيله ولا يأخذه في معسرة ولذلك حكم بأن رواية "كفا قاتل" بالقاف تصحيف.

والحق أن اختلاف وجهات النظر في تفضيل رواية علي أخري عند شراح الحماسة يعد عمًلا قائمًا بذاته ويحتاج إلي استقصاء دقيق، وحسبنا أن نضير إليه فقط

<<  <   >  >>