للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الشرح في الشعر، غير أننا ونحن نقول هذا القول ينبغي أ، نسجل ملاحظتين من خلال ناء رأيناه من عمل لأبي هلال في هذه الرسالة. إحداهما أ، أبا هلال وهو العالم المتصدي لأعمال السابقين، يقومها ويصوب ما فيها من زلل، كان عليه أن يتحاشى الوقوع في الوهم، حتى لا يصحح وهمًا ليبقي علي وهم آخر، فقد رأيناه يقع في هفوة هو في رأينا أكبر منها، ذلك أنه لما صحح رواية الشيخ في بيت لأبي عطاء السندي قال: "وقول أبي عطاء السندي يرثي يعقوب بن داؤد:

فأنك لم تبعد علي متعهد ... بلي كل ما تحت التراب بعيد"

والبيت من أبيات أربعة قالها أبو عطاء السندي في رثاء يزيد بن عمر بن هبيرة لا في رثاء يعقوب بن داؤد وزير المهدي المشهور، يدلنا علي ذلك أن الطبري ذكر في تاريخه أن يزيد بن عمر بن هبيرة لما قتل علي يدي المنصور ودفن بواسط قال أبو عطاء السندي:

ألا ان عينًا لم تجد يوم واسط عليك بجاري دمعها لجمود

وروي بعدها أبياتًا ثلاثة منها البيت الذي أورده أبو هلال".

كذلك أورد الأبيات ابن قتيبة في الشعر والشعراء ولكنه وهم وقال: إنها في رثاء عمر بن هبيرة أبي يزيد، ويتضح وهمه هذا من أن أبا الفرج الأصفهاني ذكر لنا علاقة أبي عطاء السندي بيزيد بن عمر بن هبيرة، ولم يشر إلي أية علاقة بينة وبين عمر بن هبيرة (١)، كما أ، صاحب مراتب النحويين أبا الطيب اللغوي أفاد بأن ذكر أبي عطاء قد ورد عند الأصمعي ذات يوم فطعن أحد الحاضرين في شعره فقال الأصمعي: أخبرني أبو جندل الراعي قالك لما دفن يزيد بن عمر بن هبيرة قال أبو


(١) ينظر ترجمة أبي عطاء في الأغاني ١٦: ٧٨ وما بعدها.

<<  <   >  >>