للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ومثله بيت ابن الدمينة القائل:

ولما لحقنا بالحمول ودونها ... خميص الحشا توهي القميص كواهله

فقد قال النمري فيه انه ظاهر اللفظ والمعنى، فأخذ عليه أبو محمد هذا القول، وأشار إي أن معناه أدق من طرف الإبرة، وذلك لأن معترضًا قد يعترض بقوله: لم خص العواتق وإنها توهي القميص من بين أعضائه فيكون الجواب إن هذا الشاعر جعل هذا الموصوف بهذه الصفة أحقب مصدرًا كما يوصف الأسد، يعنى أنه دقيق الخصر مهفهف الكشح، غليظ الكاهل فينخرق القميص لأجل ذلك، ولا يبخرق من قبل الكشح إذ ليس بمنتفخ الجنبين، وقد أخذ ابن الدمينة هذا المعنى من أم يزيد بن الطثرية حيث تقول:

فتي لا يرى قد القميص بخصره ... ولكنما توهي القميص كواهله

(٣) فإذا نظرنا إلى الأمر الثالث والأخير وجدنا له قيمة لا تقل عن قيمة عمله في الأمر الأول، فقد بين فيه الكثير من أسماء الأعلام التي وردت في أبيات الحماسة أو ألمحت إليها، مما لم يتناوله النمري بالشرح والتوضيح، والأمثلة على ذلك متعددة ومختلفة، منه ما جاء في بيت موسي بن جابر الحنفي:

هلالان حمالان في كل شتوة من الثقل مالا تستطيع الأباعر

فقد شرح النمري البيت دون أن يوضح من هما المعنيان بقوله: ((هلالان)) فقال أبو محمد: ((كان يجب أن يذكر أبو عبد الله قبلًا من هذان الهلالان، ومن أي قبيلة هما؟ وما تعلقهما بقائل هذا الشعر؟ ثم وضح فقال: "سألت أبا الندي- رحمه الله- عن قوله "هلالان" من هما؟ قال: هما مرداس وعامر ابنا شماس بن لأي من بني أنف الناقة أمهما من بني العنبر، وهما خالا موسي بن جابر الحنفي".

وفي بيت شقيق بن سليك الأسدي الذي يقول فيه:

<<  <   >  >>