للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

القلوب مريضة ... البيت. وروي أبو محمد بعده خمسة أبيات لم ترد في رواية أبي تمام ثم مضي فأخبر بأن العوام ظل يلطف بها حتى رأته ورآها، فأومأت إليه أن ما جاء بك؟ فقال: جئتك عائدًا حين علمت علتك، فأشارت إليه أن ارجع فإنني في عافية، فرجع لميرته، واستعر بها المرض فجلعت تتوله إليه حتى ماتت فبلغه الخبر فقال:

سقي جدثًا بين الغميم وزلفة ... أجم الندى واهي العزالي مطيرها

وفيها يقول:

فان تك سوداء العشية فارقت ... فقد مات ملح الغانيات ونورها

فأنت ترى في هذا العمل إفادات مختلفة، منها تصحيح رواية البيت، ومنها وصف الجو الذي قيل فيه الشعر، ومنها الإشارة المكانية، ثم إثراء القطعة بما لم يختره أبو تمام وإثراء الشرح بغير الشعر المختار في الحماسة مما له صلة بالقصة التي أوردها، وكل هذا يؤكد ما قلناه إن هذا الجانب أبين عمل أداه أبو محمد الأعرابي في خدمة اختيار الحماسة وأثري إضافة قدمها في عمل الشراح.

(٢) أما في الأمر الثاني فقد رأيناه ينبه إلى أن النمري يترك أجزاء من النص ويشغل نفسه تفسير أجزاء، ومن ذلك ما جاء في بيت عبده بن الطيب:

تحية من غادرته غرض الردي ... إذا زار عن شحط بلادك سلما

فقد أخذ أبو محمد على النمري تركه شرح قوله: ((إذا زار عن شحط بلادك سلما)) وقال: ((أن معناه ان قيس بن عاصم كان كثير الأفضال على عبدة بن الطيب، فإلى عبده ألا يخرج قي سفره إلا بدأ بتوديعه، وإذا قدم منه بدأ بزيارته والتسليم عليه، وكان ذلك دأبه في حياته وفي زيارة قبره بعد وفاته)).

<<  <   >  >>