للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

منصبًا على المعاني التي أوردها النمري لأبيات الحماسة، وكن في تتبعه لعمل النمري في هذا العنصر المهم من عناصر الشرح يعتمد علي فهمه الخاص للنص تارة ويتكئ علي ما أخذه من شيخه أبي الندي تارة أخري، فمما اعتمد فيه علي فهمه ما جاء عنه في بيت سلمة بن ذهل المعروف بابن زيابة والذي قاله يرد فيه علي الحرث بن همام الشيباني وهو:

يا لهف زيابة للحارث الصابح فالغانم فالآيب

فقد فسره النمري بأنه أراد أن الحرث يصبح أعداءه بالغارة فيغنم ويؤوب سالمًا، قد وصفه بالفتك والظفر وحسن العاقبة، فاعترض أبو محمد علي هذا المعني وقال: "كيف يذكره بالفتك والظفر وهو أعدي عدو له، وإنما المعني انه لهف أمه وهي زيابة أن لا يلحقه في بعض غاراته فيقتله أو يأسره".

ومثل ذلك ما جاء عنه في بيت كبشة أخت عمرو بن معدي كرب وهو:

ولا تردوا الا فضول نسائكم إذا ارتملت أعقابهن من الدم

فقد نقل أبو عبد الله النمري رأي شيخه أبي رياش في معناه وهو: أنها أرادت أن تقول إذا قبلتم الدية فلا تأنفوا بعدها عن شيء واغشوا نساءكم وهن حيض، والفضول هاهنا يقال الحيض، وسمي الغشيان ورداً مجازًا. ثم أشار النمري إلي أن في البيت أٌولاً ليست بشيء وأن تفسير أبي رياش هو أصحها، فاعترض أبو محمد علي ذلك وقال "أن معني قولها: ولا تردوا إلا فضول نسائكم أي تردوا المواسم بعد أخذ الدية إلا وأعراضكم دنسة من العار كأنكم نساء حيض، ثم أضاف والبيت كما قال جرير:

لا تذكروا حلل الملوك فإنكم بعد الزبير كحائض لم تغسل"

<<  <   >  >>