فأما الطبرسي فقد انتخب شرحه من شروح أبي رياش والنمري والبياري وابن جني وأبي العلاء، فضًلا عن نقولاته المتكررة عن علماء اللغة والنحو من أمثال الخليل وسيبويه والأصمعي وأبي العباس ثعلب، وأبي علي الفارسي وعبد القاهر الجرجاني، وكان مثل التبريزي عالة علي المرزوقي في جمهور شرحه يأخذ منه دون أن يشير إلا في القليل النادر، وليس في شرحه ما يدل علي ذاتية إلا في عنصر البلاغة حيث أكثر من شرح الألوان البلاغية وبيان جمالها في الكلام، وذلك مثل عمله في بيت بشامه بن حزن النهشلي الذي يقول فيه:
بيض مفارقنا تغلي مراجلنا نأسو بأموالنا آثار أيدينا
فقد وقف عند الكناية في قوله:"بيض مفارقنا" وشرحها ثم أفاض في الحديث عن جمال الكناية في الكلام وأتي بالأمثلة المتعددة من القرآن والشعر وكلام العرب، وكذلك عمله في بيتي الحارث بن وعلة اللذين يقول فيهما:
لا تأمنن قومًا ظلمتهم وبدأتهم بالشتم والرغم
أن يأبروا نخلًا لغيرهم والقول تحقره وقد ينمي
فقد رأيناه يقف عند "التضمين" الذي وقع فيه الشاعر، ويبين أنه من عيوب