للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الشعر ولكنه أخف العيوب، واستدل بذلك علي قو الأخفش: "التضمين ليس بعيب إلا أن غيره أحسن منه" ثم مضي مفصًلا الحديث في البيت المقلد الذي يتم معناه به والبيت ذي التقليدين الذي يشتمل علي معنيين تامين، مستشهداً في ذلك بالشعر محاوًلا من أوجه عدة أن يوضح ما جاء في بعض التضمين من حسن وجمال.

وأما أبو الرضا الرواندي فقد دل في مقدمة شرحه علي منهجه الانتخابي حيث قال-والكلام عن ديوان الحماسة: " وكنت شديد التفات الهمة منذ صباي إلي تتبع شروحه والتقاط غررها ودررها وضم نشرها وإيداعها مجلدة خفيفة المعونة سهلة المرتقي قريبة المغزى، والأيام تماطل إلي أن أرضتني من ذلك بحواش علقتها من نسخة منه بخطي من شرح أبي علي المرزوقي والاستراباذي وأبي الحسن البياري وأبي عبد الله النمري وأبي الفتح ابن جني ونسخة للأمير أبي الفضل الميكالي، ومن مواضع أخر، وان لاح لي لائح كتبته، غير مستبعد أن يكون الأوب قد ترك للآخر شيئًا".

وعلي هذا فأن شرحه يمثل تجميعًا لشروح هؤلاء الذين ذكرهم وانتخابًا منها، وان كان اتكاؤه علي شرح المرزوقي قد فاق سائر الشروح الأخرى، كما كان بجانب من ذكرهم مثل الطبرسي ينقل عن علماء اللغة والنحو والأوائل، إذ له نقولات من الخليل وسيبويه، والأصمعي، وابن الأعرابي، وأبي سعيد السيرافي، وأبي حاتم السجستاني، وأبي عثمان المازني، والزجاج.

وإذا كان الطبرسي قد تميز في شرحه الانتخابي بالتركيز علي النواحي البلاغية،

<<  <   >  >>