للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كان ينقل الآراء في نسبة الشعر دون أن يرجح أيها أصح في نظره، ومع هذا فإن مجرد التنبيه إلى شيء كهذا يعد عملًا مفيدًا في خدمة النص الشعري.

ج- أخبار الشعر ومناسباته:

احتفى التبريزي بهذا العنصر كثيرًا، فلقد سبق أن أشرنا إلى أنه كان ينساق وراء أبي رياش فلا نقولات مسهبة، وهي نقولات إن لم تحقق تعادلًا وتكافؤًا بين عناصر الشرح فإنها بلا شك قد خدمت هذا العنصر وحققت به فائدة في فهم الجو الاجتماعي والنفسي الذي قيل فيه الشعر المختار في الحماسة، والتبريزي بجانب إفاداته المتعددة من شرح أبي رياش في هذا العنصر كان يفيد أيضًا من أبي محمد الأعرابي الذي رأيناه في تتبعه لأبي عبد الله النمري يعني كثيرًا بأخبار الشعر وبواعث قوله ويعد معرفة ذلك من قبل الشراح أمرًا له أهميته الكبرى في فهم الشعر وإدراك معانيه، وكذلك كان ينقل من شرح أبي هلال ومن أبي عبيدة معمر بن المثنى، ونحن لا نستطيع أن نورد نماذج لهذه الإفادات لأن جلها قد جاء في إطالة بالغة، وبخاصة نقولاته من أبي رياش، ولكن حسبنا أن نشير إلى أنه نقل لخدمة هذا العنصر من شرح أبي رياش في نحو تسعة وثلاثين موضعًا، وهي مواضع متفاوتة في أجزاء الشرح الأربعة، ونقل عن أبي محمد الأعرابي في سبعة مواضع ونقل عن كل من أبي هلال وأبي عبيدة في موضعين، وهناك مواضع متفرقة أورد فيها أخبارًا عن الشعر وأصحابه لم يعزها لأحد من هؤلاء، ولعلها من أبي رياش أو أبي عبيدة.

د- أوزان الشعر وأضربه وقوافيه:

مر بنا أن التبريزي كان يهتم بتحديد وزن الشعر في قطع الحماسة وأضربه وقوافيه، وأنه استطاع أن يحقق ذلك في جل قطع الحماسة وأن نحوًا من اثنتين وستين قطعة فقط هي التي لم تحظ عنده بتحديد الضرب والوزن والقافية، وهو في هذا

<<  <   >  >>