للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ذلك إلى أن تحديد بحور الشعر وأضربه وقوافيه لم يكن في نظر المتقدمين من الشراح من العناصر اللازمة في عملية شرح الشعر على النحو الذي فصلنا الحديث فيه عند دراستنا لشرح المرزوقي.

و- الرواية:

وجدت الرواية شيئًا من الاهتمام في هذا الشرح غير أن صاحبه كان يعالجها في اختصار واضح، فهو في أغلب الأحيان يشير إلى اختلاف الرواية دون شرح أو مفاضلة، وفي بعض الأحيان كان يتولى شرح الرواية التي يشير إليها في أثناء عملية الشرح، فمثًلا في بيت المرار بن سعيد الفقعسي جاءت روايته له على النحو التالي:

إذا شئت يومًا أن تسود عشيرًة فبالحلم سد لا بالتنزع والشتم

وهي رواية مخالفة لرواية سائر الشراح الذين وقفنا على شروحهم حيث رووا "لا بالتسرع والشتم" ولقد أشار إليها صاحب هذا الشرح قال: "ويروي بالتسرع" ثم لم يكتف بذلك بل مضى شارحًا فقال: وهما أي التنزع والتسرع بمعنى واحد يقال: رجل نزع أي عجول وتنزع إذا تعجل".

وربما خالف مسلكه قليلًا في الاختصار حيث كان يطيل في شرح بعض الروايات فقد قال في بيت أرطاة بن سهية الذي رواه هكذا:

كفى بيننا ألا ترد تحيٌة على جانٍب ولا يشمت عاطس

"من روى يسمت بالسين فذلك لأن العاطس إذا عطس انتفض فيدعي له بإعادته إلى سمته، ومن رواه بالشين المعجمة فهو من الشوامت أي القوائم، وبها عصمة صاحبها فكأنه دعا له بأن ينهضه الله".

وفعل مثل هذه الإطالة في الشرح في بيت عبد الشارق بن عبد العزى، وقد رواه على هذا النحو:

<<  <   >  >>