هذا من جانب، ومن جانب آخر أن دراستنا لمناهج الشراح وتطبيقها، وكذلك دراستنا لهذه الشروح غير واضحة المنهج قد كشفت لنا في مجموعها عن ظواهر عامة في عملية شرح الشعر، فاقتضى عملنا ذو النظرة الموازنة في المناهج والتطبيق أن نعرض لهذه الظواهر بالدراسة وأن نكشف من خلال بحثنا فيها عما بدا لنا من آراء، وهي آراء لا تمس شرح الشعر في الحماسة فحسب بل تمس شرح الشعر القديم بعامة.
ومن أجل هذا رأينا أن يقوم قسم ثالث من هذا البحث نعقده في فصلين: فصل نعالج فيه هذه الشروح التي نوهنا بها سالفًا، والتي هي غير واضحة المعالم في مناهجها، وتحتاج إلى دراسة جزئية لا كلية. وفصل نعالج فيه هذه الظواهر التي بدت لنا في أعمال الشراح ذوي المناهج الواضحة وغير الواضحة، وهذا ما نحاوله في القسم الثالث إن شاء الله.