للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عليه شرحه المسمى "الرياشي المصطنعي" قصدًا غلى سد ما رآه من نقص فيه".

على أن أبا رياش بجانب هذه الصفة الإخبارية التي غلبت على عمله في الحماسة والتي تجلت لنا بوضوح في نقولات التبريزي المسهبة عنه فإن بعض ما نقله النمري عنه، وكذلك التبريزي، قد دل على أنه أسهم في خدمة اختيار الحماسة من جوانب متعددة، ففي مختصر شرح النمري نجد له لمحات في عنصر اللغة وعنصر المعاني، وفي شرح التبريزي حمدنا له وقفات طيبة في شرح الأعلام الواردة في الحماسة وأسماء شعرائها. وكذلك في تحديد نسبة بعض القطع التي وردت غفلًا في رواية أبي تمام مصدرة بـ"وقال آخر" أو "وقال بعضهم"، وفي تصحيح ما وهم فيه أبو تمام من نسبة ... بعض الأشعار إلى غير قائليها. هذا بجانب إثرائه قطع الاختيار بما كان يضيفه إليها من شعر أسقطه أبو تمام في نقده واختياره.

فإذا نظرنا إلى عمله في عنصر اللغة وجدنا النمري ينقل لنا بعض لمحات منه، وذلك مثل ما جاء عنه في بيت الحماسة القائل:

إذا كنت لا أرمي وترمى كنانتي تصب جائحات النبل كشحي ومنكبي

فقد فسر أبو رياش ألفاظ هذا البيت بقوله: "الكنانة للنبل كالجعبة للنشاب، والجائحات المجتاحات، والكشح أحد جانبي الوشاح، فسميت الخاصرة كشحًا لوقوعه عليها".

ومثله ما نقله عنه التبريزي في شرح معنى "الأيهم" قال: "الأيهم الرجل الشجاع، والأيهمان السيل والجمل الهائج، ويقال أيضًا السيل والحريق، وكل هذه معان متقاربة، ومؤنثة (يهماء) وهي الأرض التي لا يهتدي لها، كما أن هذه لا يكاد يهتدي لها".

أما عمله في عنصر المعاني فقد أفاد منه النمري في مواضع بدت في مختصر شرحه

<<  <   >  >>