للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عيلان، يرثي بها أبا عبيدة بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي".

وهكذا نجد أن عمل أبي رياش في هذا الجانب كان مفيدًا لأنه يدخل في صميم توثيق الشعر، ولقد بلغت نقولات التبريزي عنه فيه نحو عشرة مواضع، ولا ندري إن كان هذا هو كل ما صححه أبو رياش من نسبة في شعر الحماسة أو أن هناك مواضع أخرى لم ينقلها التبريزي وغيره من الشراح الذين أفادوا من شرح أبي رياش.

وفي إدراكنا أن أبا رياش من خلال عمله الذي وقفنا على بعض منه في نقولات الشراح المستفيدين من شرحه يبدو شارحًا يغلب على شرحه الجانب الإخباري التاريخي مع قليل عناية ببعض العناصر الأخرى التي عرضنا لها فيما تقدم، غير أنه يبقى شيء مهم هو أن عناصر أخرى خلا شرحه منها أو لم يصل إلينا شيء منه فيها، أهمها الرواية والنحو والبلاغة والنقد، وهي بلا شك عناصر لها دورها البارز في عملية شرح الشعر، هذا فضلًا عن أن النقولات التي وصلت إلينا عنه في عنصري اللغة والمعاني لا تبين لنا بجلاء مساره فيهما، ومن أجل هذا كله بدا منهجه في شرح الشعر غير واضح المعالم، ويغلب ظننا أنه كان _من خلال نقولات التبريزي العديدة في أخبار الشعر ومناسباته وما يتصل بها من أنساب وأشعار_ إخباريًا تاريخيًا، فهو أشبه بأبي عبيدة معمر بن المثني الذي ذكر الجاحظ أنه عطف عليه ليأخذ منه علم الشعر فوجده "لا ينقل إلا ما اتصل بالأخبار وتعلق بالأيام والأنساب".

٣) شرح معاني كتاب الحماسة لأبي عبد الله النمري:

سبق أن أوضحنا عند إيرادنا لثبت شروح الحماسة أن شرح النمري لا يزال

<<  <   >  >>