للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

زعموا أنهم قتلوه فقال بعض القوم: نحن فلان وفلان، فقال الشداخ: أما زعمتم أنكم قتلتموه؟ قال: إنا نقاتلهم ليلاً وينشرون صباحاً فقال الشداخ: القوم أمثالكم ...... البيت".

وثمة عنصران لا وجود لهما في هذا المختصر أحدهما يتصل بشرح أسماء الشعراء والأعلام الواردة في الحماسة، والآخر يتصل بأوزان الشعر وإضرابه وقوفيه. وإذا كنا قد أشرنا في عمل المرزوقي إلى أن تحديد أوزان الشعر وقوافيه يعد من العناصر التي لم تبرز لدى شراح القرن الرابع الهجري الذي منه أبو عبد الله النمري فان شرح أسماء الشعراء والأعلام الواردة في الحماسة قد كان له وجود لدى شراح هذا القرن، ولقد رأينا لشيخة أبي رياش نصيباً من عمل فيه، ولا تفسير لخلو عمل النمري منه سوى أنه لم يوله اهتمامه، أو أن هذا المختصر لم يضم النصوص التي اشتملت على جهده فيه.

كذلك لا نجد في هذا المختصر ما يشير إلى أن النمري قد عني بنسبة أشعار الحماسة إلى قائليها أو تصحيح نسبتها مما وهم فيه أبو تمام، وهو جانب رأينا شيخة أبا رياش يوليه اهتمامه ويحقق فيه عملاً مفيداً، ولعل النمري اكتفي بما حققه فيه شيخه فلم يحاول نقله أو الزيادة عليه، ولهذا رأينا أبا محمد الأعرابي يأخذ عليه ذلك في أكثر من موضع في كتابه الذي ذكرناه في المنهج التتبعي التقويمي.

وبناء على كل هذا الذي ذكرناه نجد أن عمل النمري الذي رأيناه من خلال هذا المختصر لا يدخل في دائرة واحد من المناهج الخمسة التي حددناها لغلبة شراح الحماسة، ومن هنا جاءت دراستنا له وحدة قائمة لذاتها.

إن أظهر عمل قدمه النمري لخدمة اختيار الحماسة يبدو - كما أشرنا سابقاً - في عنصرين: عنصر الرواية وعنصر المعاني، ففي عنصر الرواية نجد النمري مبدعاً بحق في مناقشته لها، ويتجلى إبداعه في أنه كان يربط الرواية ما ائتلف منها وما اتفق بالمعنى، يعرضها ويناقشها على هذا الأساس، وذلك مثل عمله في بيت أبي الغول

الطهوي الذي رواه هكذا

<<  <   >  >>