للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فقرت طعنت وأبليت، ويدل على ذلك قوله: "علام تقول الرمح يثقل ساعدي إذا أنا لم أطعن ... " فحذف طعنت أو أبليت لأن المراد مفهوم". ثم مضى يعدد الأمثلة من القرآن والشعر التي تدل على حذف جواب الشرط في الكلام إذا كان مفهومًا من السياق.

وتبعه في ذلك الخطيب التبريزي حيث نقل كلامه بنصه بدون أين يضيف إليه شيئًا، ولم يكلف أحد منهما نفسه بالرجوع إلى ديوان الشاعر لمعرفة ما إذا كان أبو تمام قد أسقط في روايته بيتًا من شعر الشاعر اشتمل على جواب "لما حتى جاء البغدادي في الخزانة فأورد أبيات الحماسة على نحو ما رواها أبو تمام ثم قال: "هذا المقدار أورده أبو تمام في الحماسة، وفي ديوانه أكثر من هذا" ثم مضى وذكر ما قاله الشراح في جواب "لما" وعلق عليه بقوله" وهذا تعسف نشأ من أبي تمام فإنه حذف بيت الجواب اختصارًا كعادته، لكن كان على الشارح مراجعة الأصل، والجواب هو البيت الثالث المحذوف وهو:

هتفت فجاءت من زبيٍد عصابٌة إذا طردت فاءت قريبًا وكرت

أما الأمر الثاني الذي كان يمكن أن يحققوه من وراء الرجوع إلى الأصول فهو معرفة ما كان يختار أبو تمام وما كان يترك، فهم قد ظلوا يرددون أن أبا تمام قد "اختطف الأرواح دون الأشباح" على حد تعبير المرزوقي، أو أن أبا تمام "في اختباره الحماسة أشعر منه في شعره" على حد التعبير الذي نقله التبريزي في مقدمة شرحه. ولكن أحدًا منهم لم يحاول أن يطبق هذه الأقوال في نص من نصوص الحماسة من خلال رجوعه إلى المصادر الأولى لشعر الحماسة، ويدل في هذا النص على ما اختاره وما تركه، ولماذا اختار ولماذا ترك؟ . إننا لم نجد شيئًا من هذا من

<<  <   >  >>