للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

منه في مواضع متعددة من هذا البحث، وإن كان قد أخذ عليه بعض المآخذ وبخاصة في وصفه لمنهجي المرزوقي والتبريزي حيث بدت بعض المعايير والصفات التي حددها لمنهج كليهما نظرية بحتة، يصعب تطبيقها في عمل الرجلين، ولا تقوم إلا في مواضع طفيفة، لا تقاس بالعمل الكلي الذي أداه كل منهما في شرح الحماسة.

وأما "حماسة أبي تمام وشروحها" فعلة اتصاله بعمل الباحث ترجع إلى أن صاحبه قد قام بدراسة تعريف لجملة من الشروح الداخلة في دائرة الفترة الزمنية التي حددها الباحث لعمله، وهو عمله - إن جاز لباحث أن يحكم على عمل غيره - مع ما ضم من فوائد - كثير الوهم والخلل، وقد حاول الباحث أن يصحح بعض الأوهام التي وردت فيه، وذلك في الأمور التي تتصل بصميم عمله، ولم يكن من وكده أن يتتبع كل ما فيه من وهم ليصلحه، لأن هذا يبعده كثيرًا عن الغاية التي رجاها من بحثه غير أن واجب العلم يحتم على الباحث أن يشير إلى أن جُل شروح الحماسة لا يزال مخطوطًا، وأن إعطاء معلومات عنها في بحث جامعي يجب أن يُحاط بالدقة والحذر، وإلا كان مدعاة لإيقاع الدارسين ممن لا تتيح لهم الظروف الوقوف على هذه المخطوطات في أوهام من حق العلم أن يكونوا بعيدين عنها، ومن هنا كان لازمًا على الباحث وقد وقف على هذه الشروح وقوف دارس أن ينبه على أن في "حماسة أبي تمام وشروحها" أحكامًا غير متثبتة تتصل بجملة من الشروح المخطوطة لم تتوفر للباحث - بحكم طبيعة عمله ومساره فيه - مناقشتها وتبيان الوهم فيها ولعل صاحب البحث يعود إليه فيصلح ما فيه، أو يصلحه باحث آخر ممن تتوفر لهم دراسة هذه المخطوطات.

وإن الباحث ليقول وهو أحوج الناس إلى أن يستعيذ بالله من كل وهم مستجيرًا به في أن يكلأه برعايته حتى لا يقع فيه في عمله هذا الذي يقدمه لنيل درجة علمية.

وإذا كان قد بقي للباحث شيء يقوله في توطئة هذا العمل الذي يقدمه في كتابين ينتظمان في ثلاثة مجلدات فهو عرفانه بالجميل وإحساسه الدائم بالامتنان للذين أعانوه على هذا العمل، وأولهم سنده وأستاذه الجليل الدكتور الطاهر أحمد مكي الذي رعاه

<<  <   >  >>