للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

(١٨) أبو العلاء أحمد بن سليمان المعري، والمتوفى سنة ٤٤٩ هـ، وشرحه يسمى "الرياشي المصطنعي" ذكر ياقوت أنه عمله لرجل يقال له مصطنع الدولة، وأنه يقع في أربعين كراسة، وقد بناه على شرح أبي رياض المتقدم ذكره، وهو شرح مفقود أفاد منه تلميذه التبريزي في مواضع كثيرة من شرحه المطبوع، وفي دار الكتب المصرية مخطوطة لشرح منسوب بالخطأ لأبي العلاء المعري تحت رقم ٣٠٨ أدب، ومنه نسخة مصورة بمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة تحت رقم ١٥٦ أدب، وقد قمنا بدراسة هذا الشرح فاتضح لنا أنه ليس لأبي العلاء، وذلك لأسباب أولها ان نسبة هذا الشرح، وقعت عن طريق الوهم من مالك الكتاب الذي أورد عنوانه في الورقة الأولى هكذا: "كتاب الحماسة لملك الشعراء أبي تمام حبيب بن أوس الطائي وشرحها لأبي العلاء أحمد بن سليمان التنوخي سامحهما الله، ملكه بالشراء الشرعي الفقير محمد بن محمد بن داود القدسي الشافعي من مدينة قسطنطينية في سنة ٩٨٩"، وتبع ذلك تعريف لأبي تمام وأبي العلاء والخطيب التبريزي الذي روى الكتاب عن أبي العلاء على حد زعم مالك الشرح محمد بن محمد بن داود، وهذه التعريفات نقلها ابن داود هذا من تاريخ بغداد للبغدادي ووفيات الأعيان لابن خلكان، وبعد هذه التعريفات يأتي الشرح، وهو بخط مغاير لخط ابن داود مالك الكتاب، وجاء في خاتمته "تمت الحماسة بحمد الله ومنه وحسن توفيقه، واجتهد في نقلا وضبطها بحسب الجهد والطاقة، وكذلك في مقابلتها، وفرغ منه في سابع عشر صفر سنة أربع وخمسين وستمائة، والحمد لله وحده، وصلواته على سيدنا محمد النبي وأهله الطاهرين وسلامه" والذي يقف على الشرح يجد الفرق واضحًا بين خط ابن داود مالك الكتاب الذي نسب الشرح إلى أبي العلاء، وبين ناسخ الشرح الذي فرغ من نسخه سنة ٦٥٤ هـ، وذلك من خلال رسم الحروف وطريقة الكتابة.

وثاني هذه الأسباب أن التبريزي في شرحه المطبوع نقل نقولات كثيرة عن شيخه أبي العلاء وقد ضاهينا هذه النقولات بهذا الشرح، فلم نجد لها أثرًا.

وثالثها أن صاحب هذا الشرح ينقل عن أبي منصور الجواليقي، والجواليقي،

<<  <   >  >>