اختلاف اهتماماتهم ويرصها جنبًا إلى جنب، ما توافق منها وما تعارض، دون المساس بجوهر الأقوال والآراء. كما أنه منهج يقوم على التوثيق ونسب كل قول إلى صاحبه مهما تعددت الأقوال والآراء أو تضاربت أو جانبت الحقيقة والصواب، ما دام صاحب الرأي مذكورًا في صدر كلامه.
وثانيها المنهج الإبداعي الفني، وقد حدده بأنه منهج يقوم على دعامات فنية ومقومات أدبية وعلمية تتآزر فيما بينها لتخدم النص الشعري وتضيء جوانبه وتبرز سماته ومعانية في أجمل صورة وعلى أكمل وجه، ويقوم أيضًا على إعمال العقل وكد الفكر واستنطاق النصوص بما فيها وما وراءها، ويستند إلى المحصول الثقافي الواسع في علوم اللغة والأدب، ويظهر في إطار فني بديع يعكس ملكة صاحبه الخلاقة لواعية الذواقة الفاهمة لأغراض الشعر ومراميه، كما يقوم على استغلال امكانات اللغة والتفنن في استخراج مكامن علوم البلاغة لإظهار ما يؤديه من جمال التصوير وروعة التعبير في إطار من حسن العرض وكمال التحليل وجوده التعليل. وبجانب هذا هو منهج يستعرض الروايات ويقارنها ويختار أفضلها وأجودها وأقربه إلى مذهب الشاعر ومقصده، وفوق هذا أنه منهج تظهر فيه ذاتية الشارح وشخصيته وملكته الأدبية وقدرته على بلورة الأفكار وتقديم التصورات الممكنة والمحتملة والجائزة في غلاف من الأسلوب الأدبي المؤثر.
وثالثها المنهج الانتخابي التهذيبي التكميلي وهو - كما رآه - منهج يعتمد على جمع الشروح السابقة ثم الانتخاب منها والتنسيق بين العناصر المنتخبة بما يكمل شرحًا من مجموعها يفي بغرضها ويغني عن جمعها لاشتماله على جميع العناصر التفسيرية المتاحة التي يتطلبها القوم، وهو بهذا منهج لا يظهر فيه مجهود عالم واحد بل ينطق بمجهودات علماء كثيرين متعددي المناهج مختلفي العصور، متنوعي التخصصات والاهتمامات، كما أنه منهج يجمع بين التزام الملتزمين وإبداع المبدعين، ويظهر فيه عنصر النقل للتراث الموروث وعنصر النقل لاجتهاد المجتهدين، وهو بجانب ما